تَعرّف كيف خدع الـثري الـهندي بنوك الإمارات وهرب بـ 6.6 مليار دولار إلى الـهند
خلال الأيام الماضية تناولت مواقـع الـتواصل الإجتماعي قصة الملياردير الهندي بي آر شيتي صاحب مجموعة مستشفيات NMC والإمارات للصرافة UAE Exchange يسرق 12 بنكاً أماراتياً ويعرضها للافلاس ويفر هارباً إلى الهند بعدما أقترض منها 24 مليار درهم أي مايعادل 6.6 مليارات دولار ، وتعتبر أضخم عملية إحتيال في التاريخ الحديث مماتسبب في هزة أقتصادية كبيرة في الأمارات وأنهيار في أسواق المال الإماراتية .
أعتبرها الكثير هي سرقة القرن كونها أكبر عملية نصب في تاريخ دولة الإمارات المتحدة منذ تاسيسها، وهي فضيحة وضربة مالية كبيرة تعرضت لها دولـة، بعد قيام ثري هندي يدعى “بي آر شيتي “، بخداع عدد من البنوك الإماراتية والإستيلاء على مايقارب من6.6 مليار دولار أي مايقارب من 24 مليار درهم إماراتي، والهرب بها الى الهند .
كشفت مجلة إماراتية أن الملياردير الهندي هرب من الإمارات إلى وطنه الهند، في الوقت الذي يواجه فيه خمس قضايا قانونية، ومؤخراً ذكرت مجلة “أريبيان بزنس”، الصادرة من دبي، نقلاً عن مصادر مطلعة أن شيتي البالغ من العمر 77 عاماً سافر جواً إلى الهند قبل شهر تقريباً، وأنه منذ ديسمبر الماضي وجِّه اتهام بالاحتيال لشركة “إن إم سي” للرعاية الصحية التي يملكها شيتي، ثم تم تعليق تداول أسهمها في بورصة لندن، وبعد ذلك أوقفت شركة الإمارات للصرافة (يملكها شيتي) هذا الأسبوع معاملاتها بعدما فتح البنك المركزي الإماراتي تحقيقاً في عمليات الشركة .
وقد أعترف مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله بواقعة نهب 12 من أكبر بنوك الإمارات قادها الرجل الهندي بي آر شيتي، وقال في تغريدةٍ بحسابه الرسميّ في “تويتر” إن رجل أعمال ومعه شركاء ومدراء في شركة خدمات طبية، أستطاع خداع لـيس بنكاً واحداً بل 12 من أكبر بنوك الإمارات ونهب 6.6 مليار $ أي نحو 24 مليار درهم إماراتي .
الرجل الهندي الثري شيتي البالغ من العمر 77 عاماً الذي جاء إلى الإمارات في سبعينات القرن الماضي لم يكن يملك سوى ثمانية دولارات، خدع عدداً كبيراً من الـبنوك الإماراتية الـتي وقعت ضحية لعملية نصب وخداع، بعدما أستولى على مليارات الدولارات عبر القروض .
وكشفت مجلة أريبيان بزنس الإماراتية أن الملياردير الهندي شيتي هرب من الإمارات إلى وطنه الهند، قبل شهر تقريباً في الوقت الذي يواجه فيه خمس قضايا قانونية، وأضافت أنه منذ ديسمبر الماضي وجِّه اتهام بالاحتيال لشركة “إن إم سي” للرعاية الصحية الـتي يملكها شيتي، ثم تم تعليق تداول أسهمها في بورصة لندن، وبعد ذلك أوقفت شركة الإمارات للصرافة (يملكها شيتي) هذا الأسبوع معاملاتها بعدما فتح الـبنك المركزي الإماراتي تحقيقاً في عمليات الشركة .
من هو بي آر شيتي؟
تعود بداية رجل الأعمال الهندي المقيم في الإمارات، مالك شركة تعتبر من أهم الشركات في المنطقة والعالم، إلى سبعينيات القرن الماضي، وقبل 43 عاماً وصل شيتي الذي كان شاباً يحمل شهادة جامعية في الصيدلة من بلاده الهند إلى الإمارات باحثاً عن فرصة عمل تعينه على إتمام حياته كباقي أقرانه، وكحال العمالة الوافدة كانت تنتظره تحديات عديدة من الـبحث عن عمل إلى تغطية النفقات اليومية، فالأعتياد على حرار الصيف، وصولاً إلى العيش في سكن مشترك مع آخرين، علاوة على ذلك ففي ذلك الوقت كان جل مايحمله الشاب فقط 8 دولارات أمريكية لاغير، وبمرور الأيام تحولت الدولارات الـثمانية إلى مليارات، وتحول العامل الوافد الفقير إلى ملياردير تنتشر مشاريعه وسيرته في دول عدة منطلقة من دولة الإمارات .
يقول رجل الأعمال الهندي شيتي وهو يتحدث عن حياته لصحيفة خليج تايمز: “كان يوم 3 مايو 1973م يوماً لاينسى في حياتي عندما وصلت إلى أبوظبي على متن رحلة للخطوط الجوية الهندية وأنا أبلغ من العمر 19 عاماً”.. وأضاف: كنت لا أحمل معي أكثر من 8 دولارات، وكان يوماً تقليدياً في الإمارات من حيث حرارة الصيف، ولم أكن أحمل معي أي أمتعة من بلادي”، وفي 2 أبريل الجاري، أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مرسوماً اتحادياً لسنة 2020م بتعيين عبد الحميد سعيد محافظاً لمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي؛ وذلك بعد الحديث عن خسائر كبيرة تعرض لها البنك المركزي .
يواصل شيتي الحديث عن حياته مبيناً أنه أستأجر بيتاً قديماً في منطقة مدينة زايد برفقة 4 أشخاص، وفي الظروف الجوية القاسية بأبوظبي كان الحصول على مروحة نعمة كبيرة، حيث لم تكن مكيفات الهواء والـثلاجات قد وصلت إلى البلاد في ذلك الوقت، وقد عانى شيتي حياة قاسية بسبب الطقس الحار والرطب، وكان عليه المشي مسافات طويلة على الطرقات الـترابية بحثاً عن وظيفة، وحاول أن يجد وظيفة في مجال الصيدلة بالقطاع الحكومي، لكن عدم إلمامه باللغة العربية جعل فرصه محدودة، وعلى مدى شهر كامل تقدم إلى العديد من الشركات بسيرته الذاتية دون جدوى، وبعد شهر من البحث حصل شيتي على وظيفة لها علاقة بالمستحضرات الصيدلانية ومواد الـتجميل في أبوظبي، وكان أول رجل مبيعات في الهواء الطلق يقوم بالـتجول على المتاجر والمخازن العامة لتسليم البضائع، وحصل على 500 درهم في أول راتب له، أرسل جزءاً كبيراً منها لوالدته لـتسديد دفعة من ديون العائلة، وفي غضون أشهر قليلة، تعرف شيتي على أسواق أبوظبي وأكتسب مهارات كبيرة في خدمة العملاء وأسلوب العمل بصفة مندوب مبيعات، وأحتاج إلى 18شهراً لـيسدد كامل الديون الـتي إقترضتها أسرته للإنفاق على حفل زفاف شقيقته، وتمويل حملته الأنتخابية لمنصب نائب رئيس مجلس بلدي في بلدة أودوبي بولاية كارناكاتا الهندية، وفي عام 1975م، وبوحي من رؤية الشيخ زايد رحمه الله (مؤسس الدولة) لتقديم أفضل مرافق للرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين في الإمارات، خطرت لشيتي فكرة إنشاء عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين في منطقة مدينة زايد، وبدأ المركز الطبي الجديد بطبيب عام وطبيب أسنان ومختبر لعلم الأمراض مجهز بالكامل، وكان المركز فريداً من نوعه في ذلك الوقت .
أنشأ شيتي في عام 1980م مركز الإمارات للصرافة الذي يعد واحداً من أكبر الشركات العاملة في مجال تحويل الأموال في الإمارات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الشركة حولت ماقيمته 26 مليار دولار في العام الماضي 2014م، وسرعان ماتوسعت أعمال شيتي لتنطلق من الإمارات إلى 10 دول في العالم، والشركة الـتي أسسها عام 1975م مدرجة في الوقت الحالي في بورصة بلـندن وقيمتها السوقية تصل إلى نحو 2.7 مليار دولار، وفي عام 2003م غامر شيتي بإنشاء شركة “نيوفارما” الـتي قدرت قيمتها السوقية بنحو مليارَي دولار خلال عام 2015م، وفي العام عام 2015م أيضاً أكتسب غالبية الأسهم في شركة “الفوركس ترافيليكس” ومقرها لـندن، بلغت قيمتها مليار جنيه إسترليني، وبنفس العام ضمت مجموعة “NMC”، الـتي تضم 885 سريراً تحت مظلتها شبكة الدكتور “ساني” في الشارقة، وعيادة “أوجين”، ومركز “بروفيتا” لعلاج الخصوبة، ومركز “أميريكير ” للرعاية الطبية المنزلية .
رجل الأعمال الهندي شيتي يثير غضب الإماراتيين
في مواقـع الـتواصل الاجتماعي الإماراتية كان شيتي حاضراً مؤخراً؛ حيث أبدى مواطنون إستغرابهم من طريقة عمل هذا الـرجل الذي كون ثروة هائلة، وأمتلك تعاملات مع بنوك ومؤسسات الدولة ونجح في الإحتيال عليها على الرغم من الإمكانيات الكبيرة الـتي تتمتع بها أبوظبي في مجال الحوكمة، وتساءل الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قائلاً: “كيف حدث هذا الـتحايل والفساد الفاضح في غفلة الجميع”.
وكشف الإعلامي جابر الجرمي، حول أكبر عملية احتيال في تاريخ الإمارات، قائلاً “جنّدت أبوظبي بداية حصار قطر الملياردير الهندي بي آر شيتي، صاحب شركتي (NMC) الصحية، والإمارات للصرافة لضرب عملة قطر، بعدها شيتي هرب من دبي مختلساً 6.6 مليارات دولار تاركاً خلفه 12 بنكاً إماراتياً وقد تبخّرت أموالها..”، وأضاف “الجرمي”: “سلطات الإمارات في (ورطة) بين رفع دعاوى قضائية ضد الملياردير الهندي شيتي الهارب، من دبي بـ6.6 مليارات دولار، وبين تمييع القضية”، وأشار أيضاً أن سبب ذلك هو : أن لـيس وحده في هذه الفضيحة، فشركاؤه مسؤولون كبار، سهّلوا له الحصول على قروض من 12 بنكاً إماراتياً، فأي (جرجرة) له، سيجر معه الآخرين”.
ويتسائل الإمارتيين الـيوم كيف حول رجل الأعمال الهندي شيستي المستشفى لـشركة عالمية وكيف حصل مليارات وكيف أختفى فجأة ومن كشفه ؟ ومن المتضرر ؟
المصدر: الوطن العدنية