للمرة الأولى في تاريخها، تدرج شرکة (مصر للطیران) مطار بن غوريون في تل أبيب كوجهة سفر ضمن رحلاتها الجوية التي تسيرها إلى مختلف مدن العالم.
وكان مصدر بوزارة الطیران المدني المصرية قد قال في 13 سبتمبر ، إن اتفاقا بين مصر ودولة الاحتلال قد تم، ويقضي بتسيير رحلات من القاهرة إلى تل أبيب والعكس، ابتداء من الثالث من أكتوبر المقبل. وأضاف المصدر نفسه، مفضلا عدم نشر اسمه، أنه تتم جدولة الرحلات حاليا على أساس تنظيم 4 رحلات أسبوعيا.
لكن وبحسب ما هو موجود على الموقع الرسمي لشركة مصر للطيران، فإن الحجز لتل أبيب من القاهرة أصبح متاحًا الآن وهناك رحلة ستغادر غدًا الخميس مطار القاهرة متجهة إلى مطار بن غوريون، لكن الغريب أن ثمن هذه الرحلة ذهاباً فقط يصل إلى نحو 49 ألف جنيه مصري (أكثر من 3 آلاف دولار)، بينما العودة في يوم الأربعاء 29 سبتمبر/ أيلول ستكون بالسعر نفسه تقريبًا، أي أن الذهاب والعودة يكلفان نحو 100 ألف جنيه مصري (6 آلاف دولار تقريبًا)
إذا ما قورن بين هذا السعر وسعر الرحلة من القاهرة إلى بيروت والعكس، وهي تستغرق زمن الطيران نفسه تقريبًا، يتضح أن سعر الأخيرة ذهابًا وإيابًا لا يكاد يتخطى 6 آلاف جنيه، أي نحو (390 دولارًا)
الملاحظ أيضًا من خلال تصفح موقع شركة “مصر للطيران” أن الرحلات من تل أبيب وإليها يومية تقريبًا، إلا في استثناءات، وأن السعر يختلف اختلافًا كبيرًا بين يوم وآخر. فعلى سبيل المثال فإن الرحلة من القاهرة إلى تل أبيب في يوم 7 أكتوبر المقبل سعرها نحو 3 آلاف جنيه، والعودة إذا كانت في الحادي عشر من أكتوبر من الشهر نفسه، سيكون سعرها قريباً للأولى، وبالتالي فإن سعر الرحلة ذهابًا وإيابًا لن يتجاوز 6 آلاف جنيه مصري، أي نحو (390 دولارًا)، وعلى هذا المنوال يتقلب السعر.
ومن المقرر أن تحمل الطائرات علم مصر، على عكس الرحلات الجوية بين تل أبيب وشرم الشيخ والقاهرة، التي تقوم بها شركة الطيران المصرية الصغيرة “سيناء للطيران” التابعة لـ”مصر للطيران”.
وتم الاتفاق نهائيا على تفاصيل هذا الملف خلال الاجتماع الذي عقد في 13 سبتمبر بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينت في شرم الشيخ، كواحد من الملفات المهمة لتطوير التعاون الثنائي وتطبيع العلاقات الشعبية بين البلدين.
وفي 22 مارس الماضي، أعلنت الشركة القابضة لمصر للطيران، للمرة الأولى منذ اتفاقية “كامب ديفيد”، أنها تدرس بدء تسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب وإليها بانتظام.
وخلال قمة العرب للطيران في نسختها الثامنة بإمارة رأس الخيمة بالإمارات، كشف رشدي زكريا، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن القاهرة تدرس البدء في تسيير رحلات جوية إلى هناك.
يذكر أنه منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب تقوم شركة طيران سيناء، والتي لا تحمل طائراتها العلم المصري، بتسيير سبع رحلات أسبوعية باستخدام طائرتين مخصصتين فقط، ومن دون إدراج الرحلات على الموقع الإلكتروني.
وبموجب التوجه المصري الجديد، ستستبدل القاهرة الشركة الصغيرة بالشركة الوطنية وستسير نحو 21 رحلة أسبوعيا.
ويأتي التوجه المصري الجديد على وقع اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين البحرين والإمارات من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية.
وكانت شركة الخطوط الجوية الإسرائيلية (العال) قد بدأت رحلاتها بين القاهرة وتل أبيب بعد التوقيع على “اتفاقية السلام”، عام 1979، واستمرت حتى النصف الثاني من عام 2012 قبل أن تقوم بغلق مكتبها بمطار القاهرة بسبب الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الشركة من جراء تشغيل الخط دون وجود ركاب تقريباً في أعقاب ثورة 25 يناير.
وخلال فترة عمل الشركة الإسرائيلية كانت الغالبية العظمى من الركاب إما من العابرين (ترانزيت)، وإما من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية (عرب 48)، وإما بعض الأقباط التابعين لطائفة الروم الذين يزورون المعالم المسيحية في القدس وبيت لحم.