موقع مصرنا الإخباري:
صناعة الاحتقان بين جماهير لعبة كرة القدم، متعمد، تقف وراءه تنظيمات وجماعات، ومزايدون ومشعلو الفتن، وينفذه بكل براءة وحسن نية، عدد من القائمين على المنظومة، لاعبون وإداريون ومدربون ومجالس إدارات، بزعم الدفاع عن مصالح أنديتهم، والحقيقة أن الطريق إلى جهنم مزدحم بالنوايا الطيبة، وحُسن الظن.
لذلك تحولت اللعبة الشعبية الأولى، من التسلية والترفيه وإدخال البهجة والسعادة للمصريين، إلى خنجر مسموم يقطع نسيج المجتمع المتماسك والمتسامح، وبدأ البعض الاستثمار فى الحالة الصاخبة والزاعقة للمسؤولين عن إدارة كرة القدم، سواء الأندية أو الاتحاد، ولاعبين ومدربين وخبراء، وإظهار مراهقة إدارية لم تشهدها ساحة كرة القدم من قبل، لتحقيق مكاسب شخصية من شهرة والبقاء على مقاعد المسؤولية، والظهور أمام الجماهير باعتبارهم حماة النادى والمدافعين عن حقوقه، بكل قوة وجسارة، فانزلقوا جميعا بأقدامهم فى أتون نار التصريحات غير المسؤولة المتصادمة مع كل قواعد المنطق والعقل، وتقدير الموقف.
التصريحات غير المسؤولة عبر البرامج الرياضية والسياسية، والخروج عن النص بشكل دائم ومتكرر، من خلال استضافة أشخاص يفتقدون القدرة على قراءة المشهد السياسى، وعدم الإلمام بتقديرات الموقف، فتتلقفه السوشيال ميديا، وتبدأ فى دس السم، وإشعال نار الفتنة بين الجماهير، مستغلة الانخفاض المزعج لمنسوب الوعى.
نعم، كرة القدم المصرية وقعت مؤخرا بين أنياب مسؤولى أندية يخوضون معركة فرض إرادات، وتحقيق انتصارات شعبية زائفة، ومسؤولين عن اللعبة، قليلى الخبرة، يتعاملون مع ملف إدارة صناعة كرة القدم، بعقلية «المشجع»، فيغيب الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للعبة فى التطبيق، فتخرج مجاملات صارخة، تتسبب فى إثارة وسخط الجماهير، وتبدأ روابط الأندية فى تسييس الأمر وإشعال الفتن!
الجميع مدان، ولا أستثنى أحدا من أطراف معادلة اللعبة، سواء الأندية أو الاتحاد أو اللاعبين والمدربين والإداريين، أو مقدمى وضيوف برامج التوك شو الرياضية، والسياسية أيضا، مما يحدث من «تهريج» حقيقى فى ملاعب كرة القدم، وانعكاسه الخطير على وضع الشارع.
لذلك، بات قرار تجميد لعبة كرة القدم، أمرا حتميا، وفقه الضرورة، لفترة زمنية 5 سنوات، لتعقيم العقول من فيروس الفتن والتعصب المقيت، ويتوارى رؤساء الأندية ومسؤولو الجبلاية الباحثين عن الشهرة، عن المشهد نهائيا، ويجلس مقدمو وضيوف برامج التوك شو الرياضية فى منازلهم دون عمل، ونلغى حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وتوفير مخصصاتها، ونكتفى فقط بالألعاب الفردية التى ترفع علم مصر عاليا فى المحافل الدولية، بدلا من حالة التأجيج والاقتتال اللفظى التى سببتها لعبة كرة القدم.
نعم للمرة الرابعة، وفى هذه المساحة، أطالب بتجميد نشاط كرة القدم، وحذرنا مرارا وتكرارا، من أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، وأن المسؤولين عن إدارة اللعبة، والجماهير يفكرون «بأقدامهم» وليس بـ«عقولهم» مما تتمخض عنه نتائج خطيرة، وغير مسؤولة، مع العلم أن كرة القدم فى العالم صارت صناعة تساهم فى التنمية، وتفتح فرص عمل كبيرة، وتسهم فى التوسع فى قاعدة ممارسة الرياضة، وإدخال البهجة والسعادة لقلوب الجماهير، إلا فى مصر انحرفت عن مسارها، بفضل المسؤولين عن إدارة اللعبة فى الأندية والاتحاد، بجانب اللاعبين والمدربين والإداريين وجهابذة استوديوهات التحليل فى القنوات الفضائية!
بقلم دندراوي الهواري