موقع مصرنا الإخباري:
ما يحدث فى الاتحادات الرياضية فى مختلف اللعبات، نوع من أنواع احتكار المناصب والمنافع، عن طريق تفصيل لوائح بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية، تبقيهم فى مناصبهم مدى الحياة، وتكبل أيدى الجهات الإدارية من المحاسبة عند الفشل فى تحقيق أى انتصار يذكر.
شخصيات بعينها، تخوض الانتخابات وتفوز بالتزكية، وكأن مصر قد أصابها العقم، لا تستطيع إنجاب كفاءات قادرة على النهوض بالرياضة، كل فى اللعبة التى يجيد فنونها، وينهض بأدائها، والبحث والتنقيب عن المواهب القادرة على تمثيل مصر، ورفع رايتها عاليا فوق منصات التتويج بالبطولات الدولية والأولمبية.
رؤساء وأعضاء الاتحادات الرياضية المختلفة، احتكروا المقاعد لعقود طويلة، ومتشبثون بالاستمرار حتى كتابة هذه السطور، رغم قيادتهم للعبات المختلفة من فشل إلى فشل أكبر، ومن إخفاق إلى آخر، ودون أن يرف لهم جفن، أو تعتلى حمرة الخجل وجوههم، لكونهم يحملون فى حقائبهم شماعات التبرير، ومحاولات التنصل.
الحقيقة الثابتة، أن احتكار المقاعد فى الاتحادات الرياضية، يحقق لهم الحُسنيين، الشكل والوجاهة الاجتماعية، من ناحية، والمنافع والمكاسب الشخصية، من ناحية ثانية، فالجميع يعلم ويتابع ما يتردد عن «البيزنس» فى الخيول والعلف والسروج، فى لعبة الفروسية، وتأجير حمامات السباحة، وشراء ما يلزم لهذه الحمامات، فى رياضة السباحة، والأمر ينطبق على بقية الاتحادات الرياضية المختلفة، ولا تهمهم سمعة مصر الرياضية، فى المحافل القارية والدولية.
احتكار المقاعد فى الاتحادات الرياضية، صار مرضا عضالا، يحتاج إلى تدخل جراحى عاجل، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن هناك غضبا جماهيريا من المسؤولين عن الاتحادات، وفشلهم فى إدارة اللعبات بشكل علمى واحترافى، بل هناك رؤساء وأعضاء اتحادات، حولوا اللعبات التى يديرونها إلى ممتلكات خاصة، ليس من حق الجماهير، ولا الجهة الإدارية، التدخل فى شؤونها، والتهديد الدائم باللجوء إلى اللجنة الأولمبية الدولية، إذا ما حاولت الجهة الإدارية التدخل لتصحيح المسار!
وظنت الجماهير المتابعة للألعاب المختلفة، أنه بعد الفشل الكبير لعدد من الاتحادات الرياضية، فى الدورة الأولمبية بطوكيو، واحتلال اللاعبين المراكز الأخيرة، أنهم سيتقدمون باستقالاتهم، ومنح الفرصة لوجوه جديدة، قادرة على ضخ دماء جديدة فى شرايين الرياضة، فى الألعاب المختلفة، تتمتع بالكفاءة والخبرة والاحترافية، بما يمكنها من إحداث ثورة وطفرة رياضية كبرى، واكتشاف المواهب وإعدادها بشكل قوى وفاعل، لتمثيل مصر فى الدورات الأولمبية، والمحافل الدولية وحصد الميداليات والبطولات المختلفة، لكن وللأسف، استمرت الوجوه ذاتها، بل وسارعت لإجراء انتخابات ديكورية، فازت فيها بالتزكية، بعيدا عن العيون.
احتكار المقاعد فى الاتحادات الرياضية، لمدة وصلت فى بعضها إلى ربع قرن، والتفرغ فقط لحصد المكاسب والغنائم، بجانب المحسوبية فى اختيار اللاعبين لتمثيل مصر فى الفعاليات الرياضية العالمية، دفع بعض الموهوبين إلى الاعتزال، والقلة هاجرت للخارج واللعب باسم دول أخرى، ما يعد جريمة حقيقية لا يمكن السكوت عنها، ويجب التدخل الجراحى، وتغيير التشريعات التى تمنح الحصانة الكاملة لأى رئيس وأعضاء اتحاد لعبة من اللعبات، لاحتكار المقاعد لعقود طويلة، وعدم القدرة على محاسبتهم على النتائج السيئة التى حققوها!
الجميع يرى مدى اهتمام الدولة بالرياضة، والحث على تنظيم البطولات الكبرى فى مختلف الألعاب، رغم جائحة كورونا، إلا أن رؤساء الاتحادات للعبات المختلفة، بجانب المسؤولين عن اللجنة الأولمبية، لا يتمتعون بالكفاءة ولا يطبقون الاحترافية فى إدارة الألعاب المسؤولين عنها، كما لا يستطيعون استثمار اهتمام الدولة بالرياضة، فى التوسع فى قاعدة لعباتهم المختلفة، وإعداد أبطال لتمثيل مصر، وأن كل جهودهم مسخرة فقط لتحقيق الحسنيين، الوجاهة الاجتماعية، والمصالح والمنافع والغنائم الشخصية، لذلك لن تشهد الرياضة المصرية، انطلاقة وازدهارا طالما المقاعد والمناصب القيادية فى الاتحادات الرياضية، يحتكرها بضع من شخصيات سطرت فشلا مريعا طوال ربع قرن!
بقلم دندراوي الهواري