كشفت حرائق وألسنة النيران التي اندلعت في جبال القدس المحتلة ، مطلع الأسبوع، وأتت على 25 ألف دونم من الأحراج والغابات التي زرعتها دولة الاحتلال بعد النکبة، عن جرائم النكبة والتطهير العرقي للقرى الفلسطينية المطمورة في تلك المناطق وخصوصاً السفوح الغربية والجنوبية للقدس، التي هُدمت وهُجّرت بالكامل. وعرّت النار الجبال وسفوحها وأعادتها إلى طبيعتها، وأبرزت السلاسل أو الرباعات الجبلية التي صنعها المزارع الفلسطيني لتطويع الجبال، لأغراض الزراعة عبر المئات من السنين.
وفيما تباكى الإعلام الإسرائيلي على الغابات التي احترقت، وعشرات البيوت في المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت على أنقاض قرى فلسطينية تمّ تهجير أهلها بعد النكبة، فقد أثار الكشف عن المدرّجات الزراعية، وأنماط الزراعة التي اجترحها الفلاح الفلسطيني التي تعود إلى ما قبل 400 عام، ولم تسلم منها في منطقة القدس إلا مدرّجات قرية بتير، موجة من الاهتمام لدى فلسطينيي الداخل، بعد أكثر من 70 عاماً على النكبة بالقرى التي هُجّرت في جبال القدس.
في عام النكبة، كان هناك تطهير عرقي كامل من محيط مدينة اللد حتى بئر السبع. تمّ تهجير واقتلاع جميع البلدات الفلسطينية. الحرائق كشفت وأعادت للوعي الفلسطيني هذه القرى التي هُجّرت بالكامل وهُجر أهلها. نتيجة للنار على الأرض، انكشفت آثار البلدان المهجّرة والمدرجات الزراعية الفلسطينية بعد أن احترقت الأشجار الكولونيالية. هذه السلاسل كما في أراضي قرية كسلا، ميّزت جبال القدس وصنعتها يد الفلاح العربي الفلسطيني عبر المئات من السنين.