تتحول صفحات السوشيال ميديا إلى ساحات حرب، عقب كل مباراة لقطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، سواء في اللقاءات المباشرة بينهما، أو المباريات التي يخوضها الفريقان مع المنافسين في الدورى أو الكأس، انطلاقا من تعصب محموم، تتحول معه الرياضة إلى سبب لتبادل الشتائم والسباب عبر السوشيال ميديا أو على المقاهى، وما خفى كان أعظم، في حين أن الموضوع أسهل من ذلك بكثير ولا يحتمل كل ما سبق.
الحقيقة لست من هواة متابعة مباريات كرة القدم، وآخر عهدى بها كان في تسعينيات القرن الماضي، بين المرحلتين الإعدادية والثانوية، وبعد هذه الفترة طلقت الكرة تماماً لعباً ومتابعة وتعصباً، فقط أشاهد عندما تسنح الفرصة أو الصدفة، ولا أهتم بما يدور في الملاعب أو خلف الكواليس، ولا أدخل في مناقشات مع أحد حول كفاءة الفريق أو قدرته على حصد الجوائز والبطولات، أو تقييم الأداء الفني للاعبين، أو المدربين.
تنتهي المباراة بالفوز أو الخسارة أو التعادل، إلا أن المشجعين وأنصار كل فريق لا يتوقفون عن التعليق والنقد والكلام والاشتباك أحياناً، ونتجاهل جمعياً حقيقة أساسية هي أن أي رياضة تقوم على فكرة المكسب والخسارة، ولا يمكن لفريق أن يفوز دائماً أو يستأثر بالبطولات منفرداً، أو يسيطر على مسار كرة القدم في مصر، فعند هذه الحالة لا تحدثنى عن كرة القدم او الرياضة، ما دام الأمر تحصيل حاصل، ومجرد مباريات لفريق واحد سيحصد كل البطولات لا محالة!
قبل النقد اللاذع والشتائم المتدنية والصور والتعليقات غير اللائقة، يجب أن يضع مشجع الكرة في اعتباره فكرة “الظروف” المحيطة بكل مباراة، وحجم الإجهاد النفسي والبدنى الموجود على الفريق، ومستوى التدريب، وغير ذلك من العوامل الفنية التي تحكم الأداء العام، بالإضافة إلى فهم معنى أساسي ورئيسي في الرياضة وهو “التوفيق”، تلك الكلمة التي تتكون من 7 حروف فقط، لكنها تحمل العديد من المعانى.
لا يمكن أن نطالب عقب كل مباراة برحيل المدرب ومن يعاونه، بمنطق “يا نكسب يا تمشى”، فلا يمكن أن تكون هذه الطريقة، فالحالة المعنوية للمدرب قطعاً تؤثر على الفريق ككل، ولا يمكن أن نطالب برحيله عقب كل تعادل أو مباراة خاسرة، وكأنه مهدد أو تحت ضغط، في حين يجب تشجيعه على ممارسة عمله دون أعباء أو ضغوط.
بقلم محمد أحمد طنطاوي