الجريمة تتطور مثل كل شيء يتطور حولنا، فلم تعد مسارح الجريمة التقليدية على أرض الواقع، وإنما بات الفضاء الالكتروني مسرحًا للجريمة، وبيئة خصبة لارتكاب العديد من الجرائم، عن طريق تطويع التكنولوجيا الحديثة لتحقيق مآربهم.
المجرمون في “الجرائم الالكترونية”، أو ما يطلق عليهم “أصحاب اللياقات البيضاء”، حيث لا يتحركون من أماكنهم، وإنما يرتكبون الجرائم بـ”ضغطة زر”، يستغلون عدم دراية البعض بعالم التكنولوجيا والانترنت، ومن ثم ينسجون خيوطهم حولهم لتنفيذ جرائمهم.
من أكثر “الجرائم الالكترونية” خطورة، جرائم “عصابات سرقة بيانات الفيزا كارت”، حيث يمارس القائمون عليها عمليات احتيالية لتنفيذ جرائمهم والاستيلاء على أموال المواطنين، ليجد الموظف راتبه الذي عمل من أجله على مدار شهر كامل قد ضاع في ثانية واحدة.
تتعدد وسائل وأساليب اللصوص في هذا الصدد فأحذرها، أبرزها اتصال شخص مجهول بك من رقم مميز، يقنعك أنه مندوبا بأحد البنوك وتم إيقاف كارت الفيزا الخاص بك، ومن ثم يطلب منك الرقم الخاص بكارت الفيزا لإعادة تفعيله، لتجد بعدها الأموال قد تم سحبها من رصيدك، لتندب حظك، فلا تتعامل بشكل عشوائي مع كل من يتصل بك ولا تدلي بياناتك الشخصية بسهولة.
ولا تتوقف جهود الداخلية في مطاردة هذه العصابات، حيث نجحت مؤخرًا في ضبط عصابة منظمة تستولي على أرصدة الفيزا كارت من المواطنين بالهرم، ويستخدموا بيانات الفيزا كارت الخاصة بك في إجراء عمليات شراء منتجات من على الإنترنت، والتوجه لاستلام تلك المشتريات وإرسالها لأحد المتهمين لبيعها والتربح منها.
العروض العشوائية على منصات التواصل الاجتماعي أحد أدوات النصب فأحذرها، حيث يبهرك العرض الذي يقدم لك خصومات تتخطى الـ 50 %، ولكنه يشترط وجود وسيلة واحدة شرائية، وهي ادخال بيانات الفيزا كارت الخاصة بك، ليسرق رصيدك.
التعامل بحذر في الأمور الخاصة بعالم الانترنت والحواسب مطلوب، للحفاظ على أموالك ومدخراتك، حتى لا تضيع “تحويشة العمر” في لمح البصر، فكن دومًا على حذر.
بقلم محمود عبدالراضي