موقع مصرنا الإخباري:
قد يمر الإنسان بلحظات ضيق وتبلغ أزمته منتهاها، وقد يتصور أن ذلك نهاية العالم، وهذا من تصويره هو، ولكن بعد وقت تمر الأزمة وتنفرج، ليعلم أن لكل مشكلة حلًا، وهنا نتذكر كلمة الإمام الشافعى: “ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج”.
الإنسان عندما يمر بمشكلة سرعان ما يصاب بالإحباط والحزن الشديد الذي قد يتسبب في إصابته بكثير من الأمراض، وحسب كلام الأطباء قد يصاب بالسكر أو الضغط، بل إن الحزن قد يؤدى إلى نهاية حياته لا قدر الله، ولكنى عبر تلك السطور لا أريد أن أكتب إرشادات ونصائح مثل: “لا تحمل الهم، أو أن لكل مشكلة حلًا، الأزمة كدة كدة هتعدي” وهكذا، ولكن أريد أن أسرد حكاية استطاعت أن تغير وجهة نظرى فى الحياة، وجعلتنى أفكر بطريقة أفضل مما كنت أظن.
كل منا بطبيعة الحال، كما ذكرت، يمر بمشاكل كثيرة لا حصر لها من خلال حياته الاجتماعية أو عمله، وقد يكون تأثير تلك المواضيع يظل لفترات طويلة مسيطرًا على عقله، ولا يعلم الكثير منا أن الله عز وجل، له في ذلك حكم، وقد تكون هذه الأزمة التي أصابتك جاءت لتحميك من مشكلة أكبر، ولكن ذلك في علم الغيب.
كل هذا هو الأمر السائد عند معظمنا إلى أن جاءت لحظة قد تكون فارقة في حياتي للغاية، وجعلتني أفكر بشكل جديد، وأن أضع الأمور في حجمها الطبيعي وأكسبتني اليقين بأن الله معنا، ولعل هذا خير لك ولي ولغيرنا، فقد كنت ذات يوم جالسًا مع أخي، ونتحدث عن الحياة وأمورها، وخلال اندماجنا بالحديث فجأة جاء صديق لنا، وجلس معنا من غير سابق ميعاد، وتبادلنا السلامات وبدأنا في السؤال عن الأحوال.
بدأ صديقنا في الحديث عن أحواله بالشكر لله على كل حال ليسرد علينا مدى معاناته مع مرضه “الفشل الكلوي”، ومحاولته التعايش معه رغم صعوبته، فأعلمنا أن الأطباء يحذِّرونه من شرب المياه والعصائر كثيرًا لأن ذلك يسبب له آلامًا شديدة نظرًا إلى عدم استطاعته قضاء حاجته، لكنه تحدث بكل رضا قائلًا: “أصل مريض الفشل الكلوي لا يستطيع أن يتبول”، وكأنها رسالة من الله لنا بأن أي مشكلة مهما كانت كبيرة فعلينا بالرضا وألا نستصعب الأمور على أنفسنا، فهناك نعم كثيرة إذا فكرنا بها قد تهون علينا صعوبات الحياة.
كلام صديقنا الذي أعطى مثالًا متميزًا في الرضا بقضاء الله وإرادته في أن يستمر في حياته والتسليم بما كتبه الله عز وجل له، جعلتنا أنا وأخي نفكر في أمور كثيرة ونعم الله عز وجل التي لا نشكره عليها، وتغيرت نظرتنا إلى الحياة تمامًا، وأيقننا أن الأزمات مهما كانت صعوباتها فلها حلول، وأن العقبات يستطيع كل منا إزالتها وتخطيها، وذلك بالإرادة واليقين وحسن الظن بالله عز وجل.
وذلك الحديث جعلنا نفكر، فهل فكرنا في يوم من الأيام لحظة خروجنا من الحمام أن نحمد الله على تلك النعمة، وهي نعمة بسيطة من نعم الله التي أنعمها علينا جميعًا، هل فكَّرت في نعمة ابتلاع الطعام وهضمه وشرب المياه كما تريد بفضل أجهزة تعمل بداخلنا بكل دقة دون تدخل بشري، ولكنها تعمل بأمر من الله، فكل هذه الأسئلة وغيرها طرحت بسبب لقاء لا يتعدى 5 دقائق مع صديقي المريض بالفشل الكلوي، الذي لا أملك إلا الدعاء له بالصبر والتحمل والرضا بقضاء الله عز وجل، وعافانا الله وإياكم. ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التغابن: 11].
بقلم
أحمد منصور