لا شك أن المسابقات الثقافية تساعد على رفع مستوى الفكر لدى المتسابقين، والاستمرار فى الإبداع وطرح الأفكار الجديدة التي تسهم في إثراء الحياة الثقافية، إلى جانب التشجيع على التنافسية، ما يعمل على إبراز الأقوى من خلال طرح أكبر عدد من الأعمال، كل حسب مجاله سواء كان ذلك الإبداع فى الكتابة أو الرسم أو التصوير أو غيرها.
وفى الفترة الأخيرة عمل المجلس الأعلى للثقافة على خلق روح تنافسية من خلال إطلاق العديد من المسابقات التى تنظمها لجنة المسابقات بالمجلس وعلى رأسهم جائزة المبدع الصغير، إلى جانب مسابقات أخرى مثل مسابقة “سهير القلماوى للأطفال” التى تنظمها لجنة فنون الطفل، فى فرعى القصة والرسم، ومسابقة “الصناعات الإبداعية والتنمية الثقافية”، و”مسرح يجدد حياة” والتي نظمتها لجنة المسرح بالمجلس، برئاسة الكاتب والناقد المسرحي ياسر علام، ومسابقة “شباب المترجمين”، التي تنظمها لجنة الترجمة، ومسابقة “فن الكاريكاتير”، ومسابقة “المواهب الأدبية”، و”إبداعاتهن للفنانات التشكيليات”، ومسابقة “العزف والغناء على آلة السمسمية”، والتي اقترحتها لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس برئاسة الدكتورة رشا طموم، ومسابقة “الملتقى الأول للفنان الصغير” والتي ينظمها المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف.
وبكل تأكيد كل تلك المسابقات هى أمر إيجابى لا يستطيع أحد أن ينكره، فهدفها فى النهاية يعود على المتقدم حيث تساعده على تنمية القدرة المعرفية لديه حول موهبته، من خلال البحث والمطالعة والإدراك واستخراج أيضًا الجانب المعرفى لكل متسابق، ولكن لماذا لا توجد مسابقات للنشء لمن لا يملك موهبة ما، وهذا ما جعلنى أن أكتب تلك السطور لعرض اقتراح لوزارة الثقافة بمسابقتين للأطفال فى سن المدرسة لا تكونان مقتصرتين على أطفال أصحاب المواهب فقط.
الأولى هى إطلاق مسابقة بين طلبة المدارس حول تلخيص عدد من الكتب فى مختلف المجالات “رواية أو قصص أو نقد” أو غيرها، على سبيل المثال، وتتمثل فى أن يقدم الطالب مجموعة من الملخصات لعدد 10 كتب أو أقل، ويفوز بها الطالب الذى قدم أفضل تلخيص، وهى مسابقة تساعد أولًا على تحفيز الطلاب على قراءة عدد كبير من الكتب، والاطلاع الدائم وإعطاء الفرصة لمن لا يملك موهبة فى الرسم أو الكتابة أو الغناء أو التصوير.
أما المسابقة الثانية فهى أيضًا تستهدف الأطفال أصحاب موهبة الرسم وهى رسم عدد من أغلفة لكتب يختارها الطالب بنفسه، وتلك تساعدهم بجانب القراءة والبحث عن الكتب، على توسيع مداركهم الخيالية وعدم وقوف إبداعهم على رسم أشياء نراها كثيرًا، فسيكون هناك مجال للخيال والأفكار الجديدة بين النشء، وقد نرى ما لا نراه بين الكبار.
فتلك الجوائز ستساعد على خلق روح من المنافسة الجديدة بين طلاب المدارس الذين يرسمون مستقبل مصر، ويصبحون قادة يكملون ما تحققه الدولة فى تلك الأيام من الرخاء والتنمية ورفع مستوى المعيشة، والقضاء على الأفكار الظلامية وعدم ترك هؤلاء البراعم لجاهل يقودهم لطريق مظلم لا رجعة فيه، فما تقوم به مصر الآن هو بناء صحيح للإنسان، فالقراءة والمطالعة والخيال أدوات تقود بلادنا إلى الأمام، ولتحقيق مستقبل أفضل بيد أبنائها ومن أجل مواطنيها.. تحيا مصر.
بقلم أحمد منصور
المستقبل