سرادق ضخم، يجلس داخله عشرات المواطنين، يتصدره شخص يحمل الكفن، يتقدم به لخصومه، يردد بعض العبارات، لطلب العفو والصفح، تنتهي بالمصافحة والتسامح، ليتوقف “سلسال الدم” بين العائلات، من خلال جلسات صلح تشرف عليها وزارة الداخلية.
وفي الفترة الأخيرة، نجحت وزارة الداخلية برعاية اللواء محمود توفيق، في القضاء على العديد من الخصومات الثأرية من خلال عقد العديد من جلسات الصلح بالتنسيق مع الرموز الدينية وكبار العائلات والشخصيات العامة، وتقريب وجهات النظر، حيث ساهمت التحركات الأمنية في القضاء على الخصومات الثأرية وإقامة جلسات صلح تصدرها مشاهد حمل الأكفان، ليتم حقن الدماء ووقف “سلسال الدم”، وإعلان الصلح والصفح بين الجميع، وعودة روح المحبة بين جميع الأطراف.
وبذلت وزارة الداخلية جهوداً كبيرة في إنهاء سلسال الدم، من خلال الحديث مع أطراف الخصومات وإقناعهم بالعدول عن العنف وقبول الصلح وعودة روح المحبة بين الجميع، حيث لقيت مبادرات الداخلية قبولاً واستحسان من الجميع، خاصة في ظل تواجد القيادات الأمنية على رأس المصلحين وفي سرادقات الصلح.
ولم تكتفي الداخلية بذلك وإنما حاربت الأسلحة النارية غير المرخصة التي يستخدمها البعض في جرائم الثأر من خصومهم، مما يزيد من حالة العنف وسلسال الدم بين الأطراف، فوجه قطاع الأمن العام العديد من الحملات الأمنية المكبرة بالتنسيق مع مديريات الأمن المختلفة، حيث نجحت على مدار 4 سنوات، في ضبط 128749 قطعة سلاح مختلفة، من بينها 20550 بندقية آلية، و66164 فرد محلى الصنع، بالإضافة إلى ضبط 451 ورشة لتصنيع الأسلحة النارية.
هذه الجهود الضخمة التي يبذلها رجال الشرطة تهدف للحفاظ على حياة المواطنين، وحماية أنفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى مكافحة الجريمة بشتى صورها، من خلال تجفيف منابع الخصومات الثأرية، مما ترك مردوداً إيجابياً وأثراً طيباً فى نفوس المواطنين، مثمنين الجهود والمبادرات التى تقوم بها الداخلية من أجل حفظ الأمن والاستقرار.
بقلم محمود عبدالراضي