سلطت صحيفة Stiripesurse، التي تصدر في بوخارست، الضوء على إجماع قادة مص والأردن والعراق، في مؤتمر القمة الذي استضافته بغداد على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي خلال القمة الثلاثية، أمس الأحد، في أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ ثلاثة عقود.
واعتبرت الصحيفة الرومانية القمة مؤشرًا قويًا على تحسن العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والقاهرة بشكل مطرد في السنوات الأخيرة. وكان في استقبال الملك عبد الله الثاني وعبد الفتاح السيسي، الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وأشارت الصحيفة إلى تغريدة برهم صالح على تويتر التي أكد فيها أن هذا الاجتماع “رسالة بليغة في مواجهة تحديات إقليمية هائلة. إن تعافي العراق يمهد الطريق لمنظومة متكاملة لمنطقتنا تقوم على محاربة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية”.
وتضمن جدول أعمال القمة جملة من القضايا الإقليمية وسبل تعزيز التعاون بين العراق والأردن ومصر في مجالات الأمن والطاقة والتجارة، كما ناقش القادة “الحل السياسي” للحرب في سوريا بموجب قرارات أممية “يحفظ أمن البلاد واستقرارها ويوفر الظروف الملائمة لعودة اللاجئين”.
خلفت الحرب في سوريا نحو 500 ألف قتيل، بحسب منظمة غير حكومية، وتشريد الملايين، حتى على حدود المملكة الأردنية التي تفتقر إلى الموارد وتواجه صعوبات اقتصادية.
من ناحية أخرى، رحب القادة بالجهود المبذولة لإعادة الاستقرار في اليمن، ودعوا إلى خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. ودعوا أيضا إلى تجديد الجهود لتحقيق “سلام عادل وشامل” بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلا عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشاد الزعماء الثلاثة بدور مصر في التفاوض على فرض الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، الحاكمة في قطاع غزة بعد صراع استمر 11 يومًا في مايو، ووعد من جانب سلطات القاهرة بالمساعدة في إعادة إعما القطاع الفلسطيني.
وذكرت الصحيفة أن العراق ملتزم بشدة بالاقتراب أكثر من الحلفاء العرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن، كما يدعم بنشاط إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية. وقال محللون للصحيفة إن بغداد تحاول أن تصبح لا غنى عنها كوسيط إقليمي لتجنب الانزلاق إلى مواجهة بين الخصمين الإقليميين الرئيسيين، إيران والسعودية.
وقال المحلل العراقي إحسان الشمري إن قمة الأحد كانت “رسالة” للولايات المتحدة بأن العراق له علاقات مع إيران، لكن ليس على حساب الدول العربية. تدعم الرياض وطهران أطرافًا متناحرة في صراعات كبرى بالمنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق، وتصدمان بوتيرة أكثر هدوءًا في لبنان والبحرين. ورحبت الولايات المتحدة بـ “القمة التاريخية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس “هذه القمة هي خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية الإقليمية بين مصر والعراق والأردن من أجل التحرك نحو المزيد من الاستقرار الإقليمي”.
وذكرت صحيفة La Repubblica الإيطالية أن “تحالف الشام الجديد” بأضلاعه العربية يتسق مع رغبة الإدارة الأمريكية في خروج بغداد من فلك ومنطقة النفوذ الإيرانية قدر الإمكان والاقتراب من الدول السنية. وهكذا فإن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعراق، وهي الأولى منذ غزو الكويت، تعمل على ترسيخ العلاقات الثنائية تتويجًا لجهود دبلوماسية عديدة.
وتابع موقع فرانس 24 جاءت زيارة الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الوقت الذي يسعى فيه العراق إلى الاقتراب من الحلفاء العرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويسعى العراق أيضًا إلى ترسيخ مكانته كوسيط بين الدول العربية وإيران ، بعد استضافته محادثات في أبريل بين طهران والرياض.
ورحب القادة بالجهود الجارية لإعادة الاستقرار في ليبيا واليمن ، ودعوا إلى خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. كما دعوا إلى تجديد الجهود للتوصل إلى “سلام عادل وشامل” بين إسرائيل والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كان الكاظمي قد حدد اللهجة في بداية القمة قائلا إن الدول الثلاث ستحاول “تشكيل رؤية مشتركة .. من خلال التعاون والتنسيق” فيما يتعلق بسوريا وليبيا واليمن وفلسطين.
المصدر الرئيس نيوز