عقدت الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل المكونة من عدد من الأحزاب السياسية وشخصيات عامة بارزة ونواب مؤتمرا، مساء أمس، في النادى السياسى لحزب المحافظين .
وأكد المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، أن سد النهضة ليس «تنمويا» كما تدعى إثيوبيا وله تبعات خطيرة، لافتا إلى دور القوى الشعبية والوطنية إزاء هذه القضية المصيرية، والتمسك بحق مصر في استخدام كافة السبل القانونية والدبلوماسية وصولا إلى أي إجراءات قادرة على وقف استمرار إثيوبيا في تعنتها وعدوانها على حق مصر في حصتها من مياه نهر النيل .
وقال طلعت خليل، البرلمانى السابق والأمين العام لحزب المحافظين، إننا نمر بمرحلة صعبة في تاريخ هذا الوطن ومهددون بالجفاف في حالة الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، وعلينا الوقوف بحزم تجاه هذا العدوان على أمننا المائي، مشددا على أن مصرهي سيدة النيل وستظل كذلك ولن نسمح بانتقاص هذه السيادة.
فيما أكد البرلماني السابق أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة، أننا في حاجة إلى حل واتفاق حقيقي يحمي حقوقنا، مطالبا بمحاسبة من تسبب في إهدار كل هذا الوقت الذي ساهم في استمرار هذه الأزمة خاصة أنه لا يوجد أي ضمانات لحلها، وعلينا ألا نرضى إلا باتفاق يحافظ على النيل وبقاء الشعب المصري .
قال فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، في كلمته خلال مؤتمر الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل، إن أزمة سد النهضة يحكمها قوانين وأعراف دولية وعلى الجميع الالتزام بها، وخطابنا واضح بشأن هذه الأزمة لتصحيح المغالطات التي تروج لها إثيوبيا ونحتاج لخطاب يكسب الرأى العام العالمى والافريقى مع ضرورة إتاحة المعلومات حول السد وشرح أبعاد الموقف .
ومن جانبها قالت الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن نقطة قوتنا الوحيدة في أن نهر النيل «دولي» ولا سيادة لأحد سيادة عليه، وأضافت الطويل خلال كلمتها في مؤتمر الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل مساء أمس بحزب المحافظين، أنه يجب علينا كجبهة شعبية التوجه لباقي الأحزاب الأخرى للمشاركة لتكون جبهة معبرة عن كل الأحزاب المصرية في الدفاع عن القضية.
وتابعت أن المهمة التي تقع علينا حاليا هي مرتبطة بتفكيك خطاب المظلومية الإثيوبية التي تجوب به العالم، وذلك يضمن لمصر قدرة على الضغط على إثيوبيا، لأن الغرب وبعض الدول الإفريقية متأثرون بهذا الخطاب العاطفي .
وأكدت الطويل أن هذا تحد وجودي يحتاج إلى أقصى قدرة من الانضباط، وهناك أضرار إنسانية وخيمة ستقع على دولتي المصب جراء ملء هذا السد.
جدير بالذكر أعلنت الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل بداية الشهر الجارى، تدشين حملة شعبية للحفاظ على نهر النيل (شعبًا وحكومة) للتأكيد على دور القوى الشعبية والوطنية ولتنظيم وتنسيق جهودها، واتخاذ المواقف والتحركات الواجبة إزاء هذه القضية، وتضم الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل عدد من الأحزاب والقوى الوطنية وهم الحزب الاشتراكي المصري، حزبا التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الشيوعي المصري، وحزب العيش والحرية، حزب الكرامة، حزب المحافظين، الحزب العربي الناصري .
وعلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على اجتماع وزراء الري في مصر وإثيوبيا والسودان اجتماعًا جديدًا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي لحل أزمة سد النهضة، قائلاً: «هذا الخبر غير مؤكد، خاصة أنه لم توجد أي جهة رسمية في الدول الثلاث تؤكد هذا الأمر حتى الآن».
وتابع «شراقي»، خلال مداخلة هاتفية مع أشرف شرف الدين، ببرنامج «حوار الخميس»، المذاع على فضائية «الحدث اليوم»، مساء الخميس، أن جامعة الدول العربية قامت بمخاطبة بمجلس الأمن الدولي بأن يتحمل مسؤوليته تجاه أزمة سد النهضة كما أن كلاً من مصر والسودان تقدمتا بطلب لمجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة، ومن المتوقع أن ينعقد مجلس الأمن الأسبوع المقبل لمناقشة هذه القضية، وغدا حدث الاجتماع بين الدول الثلاثة، فهذا يعني أن جلسة مجلس الأمن لن تنعقد، لأن المفاوضات ستكون سارية.
ولفت إلى أن حديثه على إمكانية إنهيار سد النهضة ليس دعوة لعدم التحرك لحل أزمة سد النهضة، لافتَا إلى أن مصر تواصل التحرك للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم، للحفاظ على الحقوق المصرية.
وأشار إلى أن أديس أبابا تحتوي على أكبر فالق أرضي على وجه الأرض، وهذا يسبب مخاطر شديدة للمشروعات المائية داخل إثيوبيا، خلاف أن النظام المطري في إثيوبيا فريد، فالمياه تسقط على قمم الجبال بصورة فريدة بكميات كبيرة في وقت قليل للغاية.
وتوقع أن تحل أزمة سد النهضة من خلال المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، خاصة بعد الانتهاء من الانتخابات في أديس أبابا.
