بعضنا لا يجد غضاضة فى جرح الآخرين، فقط لأنه أقوى، فقط لأنه أذكى، فقط لأنه أمهر، فقط لأنه ابن حسب ونسب، فقط لأنه صاحب المهارة “الفلانية” أو اللباقة “العلانية”، ألا يعلم هؤلاء أنهم مبتلون بتلك النعم أصلا، ألا يعلمون أن من منحهم تلك النعم ربما سلبها منهم يوما ما، إن كانوا يعلمون فلماذا يستمرون؟ وإن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة قد تأخذهم إلى مهالك لا يعلمها إلا الله مانح النعم وواهب المواهب.
إلى متى لن ندرك أن الكلمة التى تخرج من بين شفتينا لن تعود أبدا، ولماذا لا نفكر فيما تقذفه ألسنتنا قبل فوات الأوان، ولماذا لا نقول خيرا أو لنصمت، كما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم، لماذا لا نصدِّر طاقات إيجابية على كل من هم حولنا، زميل ، صديق، ابن، ابنة ، اخ ، زوج، زوجة، أو حتى عابر سبيل، لماذا لا نغض الطرف عن سيئات الناس، بل على العكس نتحسس العورات ونتجسس، فنبحث عن الخبايا فنفضحها، لنضايق بها من ابتلاه الله بنقيصة أو عيبة، انشغلوا بأنفسكم فعالجوها.
أيها العاقل الفطن، قل كلمة طيبة لمن حولك، واعلم أنك قد تقول السيئة فتميتهم أحياء، فتكسر قلوبهم، فتجعلهم “محلك سر” فلا يتقدمون خطوة نحو طموحهم، قل: أنت جيد، قل: أنتِ جميلة، قل: أنت أنيق، قل: شكلك جميل، كل رائحتك طيبة، جامل الناس بكلمات طيبة، ولا تميتهم بكلمات خبيثة، اعلموا جميعا أن الكلمة “الحلوة الطيبة” فيها شفاء للناس فقولوها ولا تتنمروا فتتسببوا في قتل الآخرين أحياء.
بقلم مصطفى فرغلي