موقع مصرنا الإخباري:
يحتفل العالم كل 21 يونيو بعيد الأب، فيتسابق كل منا لذكر مواقف وماثر أبيه وافضاله عليه منذ كان صغيرا. ورغم أن الإنسان لا يحتاج إلى يوم لتكريم الأم أو الاب، ولكنها تذكرة للعاقين والمتغافلين الذين شغلتهم الحياة عن الاهتمام بأقرب الناس إليهم وأصحاب الفضل الأول في َجودهم بعد الله تعالى وهم الأمهات والاباء.. ومن يتأمل النص القرآني الحكيم في قوله تعالى من سورة يوسف ” وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (يوسف/100).
يرى أعلى درجات التكريم والعرفان من الابن البار بأبيه.. فعندما قدم نبي الله يعقوب عليه السلام على عزير مصر ووزير الخزانة عالي المقام ََهو في نفس الوقت ابنه يوسف عليه السلام، رفعه يوسف على سرير الملك والحكم بجواره، تكريما وتعظيما لمقامه وقيل أبويه لأن زوجة يعقوب لم تكن والدته.. وهنا يتجلى أدب يوسف وتواضعه وهو الأعلى مكانة والمتحكم في كنوز مصر القديمة القوي الأمين.. الخارج من محنة السجن ظلما، إلى أعلى مراتب التكريم تصديقا لرؤية والده.. فقابله بأن أجلسه نفس مجلسه ومنزلته، ولم يجعله في مستوى أدنى منه، ولم يتكبر عليه، وهذا درس فيه حكمة بالغة.. فهما علا مقامك وعظمت مكانتك، لاتنس فضل أبيك وأمك، ولا تتغافل عنهم، ولا تنشغل وتتعلل بمنصبك وجاهك وزوجتك وأولادك.. فيا كل ابن وابنة كن وفيا لوالديك.. متواضعا اخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ادع لهما وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا.. واعلم أنك كما تدين تدان، وكما كنت تعامل ابويك سوف يعاملك أولادك بنفس القدر من المعاملة.. فأحسن إليهم كما أحسن الله إليك.. لا تتركهم يسألون الناس إذا احتاجوا ولا تلقهم في دار المسنين وهم أحوج لرعايتك واهتمامك.. أنت ومالك لأبيك فلا تمن عليه، و لا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما.. كلمات من ذهب ودروس وعبر لمن يعتبر.. أفلا تعقلون؟
بقلم
محمد ثروت