موقع مصرنا الإخباري:
قال الدكتور علاء الظواهري عضو اللجنة الفنية لسد النهضة، إن بيان وزارة الري ردًا على ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص مناسيب فتحات سد النهضة الإثيوبي، توضح أن إثيوبيا لم تنجح في تخزين المياه المطلوبة لتوليد الكهرباء المبكرة العام الماضي، لأنها لم تتمكن من الناحية الفنية القيام بهذا العملية «الملء الأول»، مشيرًا إلى أن هناك شكوكا في قيام «أديس أبابا» بتخزين الكميات التي أعلنت عنها خلال الملء الثاني وهي 13.5 مليار متر مكعب.
وأضاف «الظواهري» في تصريحات الثلاثاء، أن ذلك يعود لأسباب فنية، فضلا عن اقتراب الفيضان الجديد، كما أن إثيوبيا لم تتمكن من استكمال المنشآت اللازمة للتخزين المتوقع للكميات المقررة أمام سد النهضة، مشيرًا إلى إنه يمكن فقط توليد الطاقة الكهربائية من عدد 2 توربينة فقط الموجودة عند المستويات المنخفضة.
وأوضح عضو اللجنة الفنية لسد النهضة أن المشروع الإثيوبي وفقا للتصميم الهندسي يتكون من مجموعة من الفتحات في السد في أكثر من مستوى وأكثر من منسوب، وأن أول ارتفاع 42 مترًا من قاع النهر وتوجد 4 فتحات، منها فتحتان لإمرار المياه وفتحتان لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى أنه لكي تعمل الأربعة فتحات يجب أن يكون هناك تخزين لكمية من المياه تصل إلى 4 مليارات متر مكعب.
وأشار «الظواهري» إلى أن أقصى منسوب للمياه بالسد هو 645 مترًا، وأن قاع النهر عند منسوب 500 متر، وأعلى منسوب للمنشأ هو 645 مترًا، وهو ما يعني أن ارتفاع السد 145 مترًا، موضحًا أن التخزين لمياه الفيضان تكون عند مستوى 640 مترًا، وأن أي زيادة في الفيضان تخرج من مفيض الطوارئ.
وأضاف عضو اللجنة الفنية لسد النهضة أن هناك 11 فتحة تقع على ارتفاع 70 مترًا، ولكي تعمل يجب أن يكون هناك تخزين 15 مليار متر مكعب من المياه، موضحًا أنه من خلال هذه الفتحات يمكن تمرير أي كمية من المياه كما كان قبل بناء السد، وكأن السد لم يكن موجودًا.
وتساءل عضو اللجنة الفنية لسد النهضة عن حقيقة المخطط الإثيوبي بأنه يستهدف 74 مليار متر مكعب لتخزينها أمامه، موضحًا أن ذلك لأن السد قد يأتي إليه كميات ضخمة من مياه الفيضان، وهذا الحجم موجود للطوارئ، وبالتالي يتم تخزين الكميات مما يأتي من فيضان ثم يبدأ في إخراج المياه خلال العام، ونتيجة لذلك يبدأ مستوى المياه في الانخفاض نتيجة إخراج المياه بغرض توليد الكهرباء
ولفت «الظواهري» إلى أن الرسالة الهامة هي أن التوربينات الموجودة في سد النهضة لا تحتاج إلى أن يكون السد ممتلئًا، لأن منسوبها منخفض وليس مرتفعًا، موضحًا أنه يمكن للسد تمرير المياه كأنه لم يكن موجود، مشيرًا إلى أن مشكلة عدم التوصل إلى اتفاق ملزم وقانوني حول ملء وتشغيل سد النهضة، خاصة في حالة عدم الاتفاق حول كيفية الملء والتشغيل في حالة الجفاف الممتد.
وأوضح عضو اللجنة الفنية أن عدم الاتفاق حول كيفية إدارة فترة الجفاف الممتد يمكن أن يؤدي إلى التأثير على السد العالي، حيث إن كميات المياه الخارجة من السد العالي سوف تكون كبيرة لتغطية الاحتياجات المائية في مصر، وبالتالي مطلب مصر من إثيوبيا هو أنه في هذه الحالة «الجفاف الممتد» يجب أن تتم إدارة السد بطريقة تعاونية لإخراج المياه الزائدة عن الحاجة عند توليد الكهرباء بالكميات المطلوبة، ويقصد بهذه الكميات التي تزيد عن أقل كمية لتوليد الكهرباء وهي 15 مليار متر مكعب، رغم أنه في هذه الحالة سوف تستطيع إثيوبيا توليد 80% من الكهرباء المطلوبة.
وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاقية ملزمة لقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة الإثيوبي، والضغط في كل الاتجاهات للوصول إلى هذه الاتفاقية أو تدويل القضية لتحقيق هذه الأهداف.
واضاف الدكتور علاء الظواهري إن سد النهضة يستخدم سياسيًا أكثر من أي استخدام آخر، فالهدف منه مخاطبة الداخل، والتغطية على المشاكل الداخلية.
وتابع «الظواهري»، أن اللجنة الفنية تتابع السد بشكل يومي، ولديها التصميم الأساسي لسد النهضة، معقبًا:«السد بالنسبة لنا مكشوف وواضح رؤية العين».
وتابع أن إثيوبيا متأخرة في تعلية الممر الأوسط، وكمية التغذية الموجودة في السد تقارب الـ4.5 مليار متر مكعب، ولكن إثيوبيا تحاول رفع السد قبل موعد بداية الفيضان، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لن تستطيع حجز الـ13.5 مليار متر مكعب، وما تصدره من بيانات خلال الفترة الأخيرة هدفه الاستهلاك المحلي لا أكثر.
ولفت إلى أن مصر تبحث عن اتفاقية حول ملء وتشغل سد النهضة، ووضع آلية لفض المنازعات، مشيرًا إلى أن مصر اقتربت من حل أزمة سد النهضة أكثر من مرة، ولكن أديس أبابا تتهرب قبل التوقيع، معقبًا: «إحنا بنحاول لحد آخر لحظة.. البحث عن انفراجة لأزمة سد النهضة سيستمر لآخر دقيقة».