جوائز الدولة “النيل، التقديرية، التفوق، التشجيعية” حدث ثقافي هو الأهم في مصر ومحط أنظار كل المهتمين بالثقافة في جميع أنحاء العالم العربي، فالجائزة تعد اعترافًا من الدولة بالمجهود الذي يقوم به عدد من المثقفين، وخطوة توحي بأن الفائز يسير على الطريق الصحيح، كما أنها تضع على صاحبها مسئولية كبيرة، فعليه أن يتفوق على نفسه خلال المرحلة المقبلة في انتقاء ما يقدمه حفاظًا على مستواه، أو تحسينًا له بطبيعة الحال.
ولكن ما أتناوله عبر سطوري هذه هو مجموعة من النقاط التي يجب استعراضها، وخصوصًا أنها أشياء إيجابية لا يمكن أن تمر أمام أعيننا دون التحدث عنها، فنجد أن اجتماع جوائز الدولة الأخير الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة يوم الثلاثاء 1 يونيو 2021 بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، حلَّ أزمة سنة الفراغ في جائزة الدولة التقديرية وكذلك التشجيعية، وهي الأزمة التي استمرت لسنوات طويلة جدًّا.
وعام الفراغ هو عام 1967، (عام النكسة)، إذ تعذَّر منح الجوائز حينها، فظلت الجائزتان متأخرتين عن نظيرتيهما (النيل والتفوق) اللتين تم استحداثهما عام 1998، وتمثَّل هذا الحل في استقبال الأعمال المشاركة في الجائزتين التقديرية والتشجيعية للعامين 2020 و2021، طبقًا لقرار المجلس الأعلى للثقافة باجتماعه الرابع والستين بتاريخ 20 يونيو 2021، وقد تقرر فيه ضم ترشيحات جوائز الدولة التقديرية لعام 2020 مع ترشيحات عام 2021 لذات الجائزة، والتي تم تلقي ترشيحاتها في الفترة من 1 أكتوبر وحتى 31 ديسمبر 2020، وتم عرض قائمة واحدة على لجان فحص الجائزة بأسماء مرشحي العامين معًا باعتبارها ترشيحات عام واحد، وأعدت لجنة الفحص قائمة قصيرة تضمَّنت ضعف العدد المطلوب للفائزين بالجائزة، والتي تم عرضها على المجلس الأعلى للثقافة في اجتماعه الـ65، وتم التصويت واختير الفائزون.
وقد لوحظ خلال الاجتماع الحنكة الشديدة لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، خلال إدارتهما للاجتماع، فمن المعروف أن ما يحدث عادةً هو صعوبة السيطرة على عدد من الأفراد داخل قاعة واحدة، وخصوصًا إذا كان هناك حالة من النقاش بين القبول والرفض بين مجموعة كبيرة من المثقفين الكبار الذين هم على مستوى عالٍ من الفكر والوعي، فما بالنا إذا كان الاجتماع على أمر مهم للغاية وهو جوائز الدولة، فقد نجحت وزيرة الثقافة في إدارة الاجتماع بتميز وخبرة كبيرة، في عرض الأمور وتلقي الاقتراحات ومناقشة الاستفسارات وتوضيح النقاط، كما عمل الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي طرحت من قبل الأعضاء بشكل مركز دون مبالغة في التعبير وتوزيع الكلمات لكل من يريد التعقيب بشكل حضاري، وكل ذلك يشير ويؤكد مدى التجهيزات والاستعدادات لهذا الحدث المهم الذي يحمل اسم الدولة، فقد لا أبالغ في التعبير إذا قلت إن وزيرة الثقافة والأمين العام على دراية كاملة بكل بند في القوانين واللوائح، تأكيًدا لأهمية الحدث وأنه ليس مجرد يوم ويمر.
وعلينا ألا ننسى دور العاملين بالمجلس الأعلى للثقافة سواء من قبل إدارة المسابقات والجوائز والإنترنت وشئون المجلس، والإدارة المركزية للشعب واللجان برئاسة الدكتورة غادة طوسون، وإدارة الإعلام والعلاقات العامة، والذين حرصوا على خروج الاجتماع بشكل يليق بوزارة الثقافة، وهذا الحدث المهم ليؤكدوا على أن مصر بها رجال يؤمنون بأن العمل عبادة.. تحيا مصر.