موقع مصرنا الإخباري:
متعة كرة القدم تبدأ من الصراع والمنافسة، النضال والكفاح والندية حتى الرمق الأخير، والجمل الفنية التكتيكية من الفريقين وإحراز الأهداف الساحرة، والقاتلة فى بعض الأحيان، من أجل الفوز باللقب فى النهاية، كل ذلك تجسد فى بطولتى الدورى الإسبانى والإنجليزى هذا الموسم، حينما زادت المنافسة بين الأندية ولم يحسم بطل “الليجا” إلا فى المباراة الأخيرة وتوج أتلتيكو مدريد على حساب عملاقى إسبانيا، كما حدث أيضاً فى إنجلترا والتى وإن فاز مانشستر سيتى بلقب “البريميرليج” قبل عدة جولات، إلا أن المتعة لم تتوقف وظلت المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، وانتظرت معها الجماهير بلهفة وشغف معرفة الفرق المتأهلة لدورى أبطال أوروبا، إذن فهذا الهدف الأساسى الذى خلقت من أجله كرة القدم.
مشهد التفاف الناس، بمختلف انتماءاتها الكروية، حول الشاشات لمتابعة أكثر من مباراة بالجولة الأخيرة للدورى الإنجليزى لمعرفة هوية الفرق المتأهلة لدورى الأبطال بين أندية ليفربول وتشيلسى وليستر، بعدما اشتدت المنافسة بين هذه الأندية، فضلاً عن منافسة أخرى ظلت مشتعلة أيضاً بين محمد صلاح وهارى كين على جائزة الحذاء الذهبى لأفضل هداف والتى حسمها النجم الإنجليزى بفارق هدف وحيد أحرزه فى المباراة الأخيرة، ذلك المشهد بكل ما يحمله من شغف والتنقل بين القنوات لمتابعة تلك المباريات، عين على مباراة ليفربول وكريستيال بالاس تأمل فى إحراز محمد صلاح هدفاً والفوز بالحذاء الذهبي، وأخرى تتابع مباراة توتنهام خوفاً من تسجيل كين هدفاً وخطف الجائزة، وهو ما حدث فى النهاية، البعض يشجع ليفربول للفوز بالمباراة وحجز معقد فى دوري الأبطال، وآخرون يتابعون مواجهة تشيلسي الذى ظل يقاتل حتى النهاية لحجز مقعده أيضاً بين الكبار، كل تلك المشاهد بما تحمله من متعة وإثارة وشغف وطموح تجسد المتعة الحقيقية التى خلقت من أجلها كرة القدم فى جميع دول العالم.
فى الدورى الإسبانى ظل الصراع مشتعلاً لحسم بطل “الليجا” حتى المباراة الأخيرة، بين ريال مدريد وأتلتيكو بعد ابتعاد برشلونة نسبياً عن المنافسة، تلك البطولة المجنونة والنارية والتى أجمع المحللون والنقاد على صعوبة المنافسة للفوز بها ليذهب البعض بأنها ربما أقوى من دورى الأبطال، كما أجمعوا على أنها أقوى نسخ الليجا فى السنوات الخمس الأخيرة، نظراً لقوة المنافسة وانتظار إعلان البطل حتى اللحظات الأخيرة بالمباراة الأخيرة.
ظلت جماهير الريال متمسكة بالأمل حتى اللحظات الأخيرة، تؤمن بفريقها وتشجعه حتى اللحظة الأخيرة، يجلسون أمام الشاشات يتابعون بشغف مباراة الفريق المنافس أملا فى تعثره وفوز فريقهم، وعلى الجانب الآخر ينتظر جماهير الأتلتي رصاصة الرحمة من حكم المباراة ليعلن فوز أتلتيكو باللقب الأغلى والغائب عن دولاب بطولاته منذ سبع سنوات، والذى استقبله لاعبوه وجماهيره بدموع الفرحة.
أما فى إيطاليا فحسم إنتر ميلان بطولة الدورى قبل عدة جولات، كحال الدورى الإنجليزي، إلا أن المنافسة ظلت مشتعلة على المقاعد المؤهلة لدورى الأبطال، والتى أجبرت عشاق ميلان ويوفنتوس ونابولي على الجلوس أمام الشاشات حتى اللحظات الأخيرة لدعم فريقهم الذى ظل يقاتل ويدافع عن حقه فى التمثيل الأوروبى فى البطولة الأغلى بالعالم.
أما الدورى المصرى فالأمر يبدو مختلفاً نوعاً ما، من حيث المنافسة والفوارق الكبرى بين الأندية لدرجة تجعل البطل ربما يكون محسوماً قبل انتهاء المسابقة بعدة جولات، وعلى أية حال، مازال الزمالك يتربع على القمة والأهلى يحاول اللحاق به بعد خوض مؤجلاته، ولكن الجماهير المصرية تطمح أن تجد المتعة الكروية والمنافسة الحقيقية التى تشاهدها بين أندية إنجلترا وإسبانيا يوماً ما فى الإيجبشيان ليج، فهل يتحقق ذلك الحلم يوما ما؟!.
بقلم صابر حسين