موقع مصرنا الإخباري:
يأتى علينا عيد الفطر المبارك، وتظل جائحة كورونا تخيم على العالم، وتلقى بظلالها على مفاصل حياة البشر، والتخوفات من فقد حبيب أو عزيز ما زالت قائمة فى ظل زيادة أعداد الإصابات وشراسة الموجة الثالثة، فلا مظاهر للاحتفال فى هذه المناسبة الربانية، ليعيش الناس حالة جديدة مطلوب منهم الابتعاد عن طقوس يحبون فعلها كالزيارات العائلية والتجمعات الاجتماعية والتنزهات في الحدائق وصلة الأرحام.
لكن لكل فعل ثوابه متى ما صلحت النية، فليس هناك خيار إلا أن نستقبله ببسمة الاشتياق، رغم قسوة الظروف تحقيقاً لشعيرة من شعائر الإسلام، إنه العيد السعيد الذى جاء بعد عبادة الصوم، فتهون علينا المصاب حين نعلم أن هذه التضحية تحقق أهدافاً أسمى وأهم، فنحن نحرم أنفسنا من طقوس العيد لنحمى من نحب وندافع عنهم أمام فيروس قاتل لا يرحم.
نعم يجب نبعد عن هذه الطقوس، حتى ولو كان البعد هذا يكون عن الأحبة والأرحام لكن كلنا أمل أن تلك الغمة وهذا البلاء سينجلى قريبا، وينتصر الوعى، من خلال الالتزام والتقيد بالإجراءات المعلنة للحد من انتشار ذلك الفيروس، إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا وتعود الحياة إلى سابق عهدها فى أقرب وقت، لذا يجب أن نزرع الفرح والسرور مهما قست الظروف، وأن نمد أبنائنا بالتفاؤل والأمل وتوجيه نظرهم إلى الجانب المضيىء من الأزمات، فكم فى المحن من منح؟
وختاما، دعونا نحتفل بالعيد، نزين منازلنا، ونمد الموائد، دعونا نلعب ونتسابق ونتنافس، فنزداد قرباً من أبنائنا، فلا تدرى لعل الله قد أرسل هذه الجائحة ليقربنا من أسرتنا بعدما شغلنا بنظام حياة أبعدنا عنها سنوات وسنوات، وعلينا أيضا أن نعلم أن الحفاظ على النفس يسبق أداء الفريضة، لذا لابد من الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة باتباع الإجراءات الاحترازية من باب حماية النفس والإحسان، لقوله تعالى: “وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”…
بقلم
أحمد التايب