موقع مصرنا الإخباري:
يعد المسجد العمري (الكبير) في مدينة قطاع غزة واحدا من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، ويعود بناؤه إلى أكثر من 3 آلاف سنة, حيث كان قديما عبارة عن هيكل وثني لعبادة الأصنام، والشمس والكواكب في عهد اليونان الوثنيين، ثم أحرق في عهد الروم المسيحيين وأزيلت آثاره، ليتحول فيما بعد إلى مسجد للمسلمين يطلق عليه اسم “المسجد العُمري” نسبة للخليفة عمر بن الخطاب و”الكبير” لأنه أكبر المساجد.
و في حديث مدير المخطوطات والآثار بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الدكتور عبد اللطيف أبو هاشم عن المسجد قال:” أنه كان في نفس موقع المسجد في العهود القديمة قبل انتشار المسيحية معبد وثني للإله (مارنا مارنيوس) وتحول إلى كاتدرائية بمساعي القديس برفيريوس عام 407م وبمساعدة الإمبراطورة البيزنطية افيدوكسيا”.
اقرأ ايضاً: باسل خياط ينصب على يسرا و يخون اروى جودة في حرب أهلية
و أضاف أيضا “بعد صلح الرملة وعودة السيادة العربية الإسلامية إلى غزة عاد المسجد كما كان مسجداً واحتفظ بأجزاء من بنائه المعماري القديم ذي الطابع القوطي ووسعه السلطان المملوكي الناصر محمد وأضيفت إليه في العهدين المملوكي والعثماني إضافات ما زالت قائمة حتى اليوم”.
و من وجهة نظر الدكتور أبو هاشم بناء على التحقيقات التي أجراها فإن مكتبة المسجد من أهم دور الكتب والمخطوطات في فلسطين، وتضاهي بذلك مكتبة المسجد الأقصى، ومكتبة أحمد باشا الجزار، وغيرها من المكتبات ودور الكتب التي احتوت على ذخائر ونفائس التراث، مشيرا إلى أنه كان يوجد بها عشرون ألف مجلد في مختلف العلوم والفنون، إلا أنها تعرضت للسرقة والعبث والاستهتار بكنوز الأجداد حيث ظلت عامرة حتى مجيء الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام ثم تفرقت تلك الكتب القيمة من مخطوطة ومطبوعة ونالت مكاتب القاهرة وباريس وبرلين منها قسطاً وافراً وحظاً عظيماً, و تعود نشأة هذه المكتبة بحسب أبو هاشم إلى الظاهر بيبرس البندقداري الذي أقام بها المنشآت من مساجد وزوايا ومستشفيات وبيمارستانات ومكتبات، فكانت هذه المكتبة تسمى في السابق (مكتبة الظاهر بيبرس).
و يذكر بأن مساحة المسجد العمري تبلغ 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترا مربعا، ويوجد به 38 عامودا من الرخام الجميل والمتين البناء، والذي يعكس في جماله وروعته الفن المعماري القديم.