موقع مصرنا الإخباري:
أعظم حروب وغزوات الأمة العربية والإسلامية كانت في شهر رمضان، فهذا الشهر المبارك يرتبط الصيام فيه بالسعى والعمل، وأتصور أنه فرصة جيدة جداً لكل من يعانون السمنة أو يرغبون في اتباع نظام غذائى لإنقاص الوزن واستعادة الحيوية والرشاقة، فالحديث النبوى “صوموا تصحوا” يؤكد أن الشهر الكريم فرصة ممتازة لتقليل كميات الأطعمة والتخلص من الدهون والكرش، وهذا سينجح لو تم ربط الإفطار بفكرة “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا اكلنا لا نشبع”، وعدم الشبع هنا يرتبط بثلاثية الطعام والشراب والنفس، التي أخبرنا عنها الحديث النبوى الشريف.
الحكمة تقول: “المعدة بيت الداء”، وهذا كلام لا شك فيه، فأغلب الأمراض التي كشفها العلم الحديث مصدرها المعدة، وأخطر أنواع السرطانات باتت مرتبطة بالمعدة، لذلك فالصوم فرصة ممتازة لاستعادة نشاط المعدة، وتحسين مسارها، وعدم إجهادها بالأطعمة السريعة، واللحوم المصنعة، والأغذية المعلبة، والمشروبات الغازية، والحلويات، والتركيز فقط على السوائل والمشروبات الدافئة.
“تسحروا فإن في السحور بركة”، هكذا جاء الحديث الصحيح عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، عن فوائد وأهمية السحور، إلا أن أغلبنا يأخذ من النص ظاهره، ويحول السحور إلى مائدة ممتلئة بالأطعمة والمشروبات، وعشرات الأصناف، ليملأ المعدة على آخرها، بل ويضع الماء بجوار سريره، وكأنها آخر مرة يشرب، والملاذ الوحيد له في الصيام، دون أن يعرف أن ما شرب سيخرج خلال دقائق معدودات إلى أقرب دورة مياه.
لم يكن سحور النبى محمد سوى تمرات بسيطة، وكان يشرب الماء، ويقول “نعم سحور المؤمن التمر”، فهل سحورنا اليوم تمرات وماء كما كان يفعل الرسول الكريم؟! بالطبع لا فمائدة السحور في بيوتنا لا تقل فخامة عن الإفطار، أصناف متعددة، وأطعمة تفيض عن الحاجة، فنأكل حتى تمتلئ البطن، ولا نقوى على الحركة، ثم نخلد بعدها إلى النوم العميق لنستيقظ قرب صلاة الظهر، نصلى ثم نعود إلى النوم مرة أخرى، وهكذا رمضان، الذى تحققت فيه كل انتصارات هذه الأمة، بداية من غزوة بدر، حتى معركة الانتصار في 10 رمضان 1973، لذلك علينا أن ننتهز هذا الشهر ليصبح فرصة ذهبية للحفاظ على الصحة، واستعادة النشاط، وأظن أن هذا المعنى الحقيقى لـ “صوموا تصحوا”، في منهج غذائى متكامل لمدة شهر في السنة يمكن من خلاله أن نتخلص من الدهون ونستعيد نشاط المعدة والأجهزة، ونقاوم الأمراض السارية والمزمنة، دون أن يكون الأمر مجرد عادة أو فريضة نؤديها ولا نعرف غايتها.
بقلم
محمد أحمد طنطاوي