يصل إلى القاهرة، اليوم، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارة هي الأولى للعاصمة المصرية منذ تولي السيسي منصبه، وتكتسب الزيارة أهميتها كونها الأولى بعد عودة العلاقات بين البلدين وتوقيع بيان العلا مطلع العام الماضي، وفي ظل تطورات وتحديات عديدة في الإقليم.
ولن يكون لقاء اليوم هو الأول بين السيسي وتميم، إذ سبق والتقيا على هامش مؤتمر بغداد في أغسطس 2021، وقمة المناخ في جلاسكو نوفمبر الماضي، لكنها ستكون أول قمة موسعة تبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية بين البلدين، فضلا عن توقيع اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات وضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد المصري.
ووفقا لـ دبلوماسيون سابقون، تحدثوا لـ القاهرة 24، فإن الزيارة تأتي في توقيت مهم وتتويجًا لتفاهمات العلا سعيًا لتطوير العلاقات الثنائية والاقتصادية وتحقيق انطلاقة جديدة فيها.
ويقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة مهمة في توقيت يسعي فيه الجميع إلى إعادة ترتيب أوراقه، مشيرًا إلى أن قطر سعت فعلا إلى تحسين علاقاتها بمصر وحدث تقدم كبير في هذا الملف، ستتوجه هذه الزيارة.
txtبالتزامن مع 30 يونيو.. أمير قطر يزور مصر لأول مرة منذ سنوات
txtاتفاقيات اقتصادية واستثمارات جديدة.. تفاصيل زيارة أمير قطر لمصر غدا ولقاء السيسي |خاص
وعن الملفات التي لا تزال عالقة بين الدولتين، يرى العرابي، أن هناك ملفات عالقة بالفعل لكنها لا تشكل عقبة، والنظرة الاستراتيجية أهم من ملفات يمكن تجاوزها.
ملفات ثنائية وإقليمية على طاولة القمة المصرية القطرية
وتوقع العرابي، أن تكون العلاقات الثنائية وتطويرها وخاصة العلاقات الاقتصادية، أبرز الملفات الحاضرة على طاولة القمة المصرية القطرية، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية وخاصة سوريا وليبيا والسودان.
وعلى مدار السنوات الماضية، ارتبطت الدولتان بعلاقات اقتصادية واستثمارية، لم تؤثر عليها الخلافات السياسية بشكل كبير، وتلقت هذه العلاقة دفعة جديدة مع تحسن الوضع السياسي بين البلدين، وأعلنت الدولتان في مارس الماضي، الاتفاق على مجموعة من الاستثمارات والشراكات بمصر، خلال الفترة المقبلة بإجمالي 5 مليارات دولار.
وأكد وزير المالية القطري، على بن أحمد الكواري، في تصريحات أول أمس، أن العلاقة مع مصر، أخوية وتاريخية، موضحًا أن قطر تعتبر مستثمرًا رئيسيًا بمصر في جميع القطاعات، وستستمر استثماراتها في مصر كما استمرت الروابط التاريخية بين البلدين.
ويقول السفير محمد مرسي، سفير مصر السابق في قطر، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر لم تتأثر بشكل بالغ بالتوتر الذي أصاب العلاقات الثنائية، وكان الجانبين حريصين على ألا تتأثر هذه العلاقات بالأزمة السياسية، متوقعا أن تشهد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية انطلاقة قوية جديدة بانعقاد هذه القمة، تسهم في المزيد من التحسن في أجواء العلاقات السياسية، وستنعكس إيجابيا على جهود تسوية باقي الملفات العالقة بين البلدين والتي تقلصت كثيرا الآن..
ويرى آخر سفير مصري في الدوحة قبل الأزمة، أن زيارة أمير قطر هامة ومنتظرة وتُعد خطوة هامة أخرى في إطار تهدئة الأوضاع وتهيئة المناخ وتنسيق المواقف للتعامل مع الترتيبات الجديدة، التي يُتوقع أن يحملها الرئيس الأمريكي في حقيبته لطرحها على القمة الأمريكية الخليجية التي تُعقد في السعودية، منتصف يوليو المقبل.
ترتيب عربي قبل قمة بايدن
واستطرد مرسي، أن المنطقة، تشهد حاليًا حراكًا كبيرًا وتوازنات جديدة يصبح معها التنسيق بين الدول العربية ضرورة وواجبًا.
وسيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشرق الأوسط الشهر المقبل، وستتضمن زيارته إلى السعودية، عقد قمة أمريكية خليجية بحضور مصر والأردن والعراق، في 16 يوليو المقبل.
ويضيف السفير محمد العرابي لـ القاهرة 24، أن القمة من المنتظر أن تلعب دورًا محوريًا في العلاقات الدولية والإقليمية، مشيرًا إلى أن التنسيق ضروري قبل القمة، لا سيما وأن لـ قطر مواقف نتيجة لتشابك علاقاتها بقوى إقليمية ودولية.
المصدر: القاهرة 24