أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم قلنديا وطوباس وطولكرم بالضفة الغربية، وسط ارتفاع حدّة المواجهات في مناطق عدة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال. وأفاد مراسل الجزيرة -اليوم الأربعاء- باستشهاد ضابط فلسطيني في مدينة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، والشاب يزن عبدو في طولكرم متأثرا بإصابته، بينما استشهد شاب فلسطيني آخر متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم قلنديا جنوبي مدينة رام الله بالضفة الغربية. واستهدفت قوات الاحتلال جهاز الضابطة الجمركية التابع للسلطة الفلسطينية في مدينة طوباس، حيث قال شهود عيان إن الاحتلال هاجم وأطلق النيران على عناصر من الضابطة الجمركية داخل مقرهم في المدينة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن اثنين منهم أصيبا بجراح، إحداها كانت حرجة للغاية وتوفي الضابط متأثرا بها فيما أصيب الآخر بجراح متوسطة. وكان الهلال الأحمر أعلن في وقت سابق إصابة فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال خلال اقتحامه مخيم قلنديا. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وآليات ثقيلة وجرافة عسكرية قد اقتحمت المخيم وانتشرت في أحيائه ونشرت فرق القناصة على أسطح البنايات، وفرضت حظرا للتجوال وطوقا أمنيا على المخيم، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية المقتحمة. وفجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد محمد مناصرة بمخيم قلنديا بعد اقتحام استمر نحو 6 ساعات للمخيم. والشهيد هو منفذ عملية مستوطنة عيلي التي قُتل فيها مستوطنان إسرائيليان قبل أشهر. ونقل مراسل الجزيرة أن اشتباكات مسلحة اندلعت في محيط منزل تحاصره قوات الاحتلال جنوبي طولكرم بعد اقتحامها المدينة. من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن المقاومة الفلسطينية اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، وحاصرت منزلا يتحصن داخله مقاومون. بدورها، قالت سرايا القدس-كتيبة طوباس إنها استهدفت قوة خاصة من جيش الاحتلال عقب تسللها إلى طوباس، مؤكدة أن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية نحو المدينة. من جهتها، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع إصابات برصاص قوات الاحتلال في طوباس وبأن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف من الوصول إليها. نعي الشهداء وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد انسحبت من مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة بعد عملية عسكرية استمرت أكثر من 14 ساعة قتلت خلالها 5 فلسطينيين بينهم 3 مقاومين وامرأتان بقصف جوي، بينما أصيب 7 آخرون بجروح متفاوتة. وقد نعت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الشهيد القسامي أشرف عيد نافع ورفيقيه من شهداء الأقصى الذين استشهدوا في عملية الاغتيال بمخيم طولكرم. بدورها، نعت حركة حماس -في بيان- الشهيد أشرف عيد نافع قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في مخيم طولكرم، ورفيقيه في كتائب شهداء الأقصى محمد عوض ومحمد بديع. وقالت الحركة إن جرائم الاحتلال وعمليات الاغتيال في الضفة لن توقف مسيرة المقاومة المتصاعدة. وأضاف البيان أن عملية الاغتيال لن تكسر شوكة المقاومة، ولن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة طريق التحدي والمواجهة، حتى إنهاء الاحتلال ونيل كل الحقوق. ودعت حماس أهالي الضفة الغربية إلى مواصلة الانتفاض واستهداف الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان. وقد وثقت صور متداولة نقل قوات الاحتلال الإسرائيلي جثامين الشهداء الذين قتلتهم في طولكرم على إحدى الجرافات وسط كومة من الركام والمخلفات، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال احتجز الجثامين ولم يسلمها للجانب الفلسطيني. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته اغتالت بطائرة مسيرة خلية من المسلحين الفلسطينيين في مخيم طولكرم ينتمون لعدد من التنظيمات، بينهم مطلوبون روّجوا لعمليات ضد أهداف إسرائيلية ونفذوها. وأشار الجيش إلى تمكنه من اغتيال أشرف نافع -قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام- لمسؤوليته عن تصنيع وزرع العبوات الناسفة، وكذلك محمد عوض -أحد قادة كتائب شهداء الأقصى- لمشاركته في تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي. عملية عسكرية مركّبة وكانت كتائب القسام قد أعلنت أن مقاتليها في مدينة طولكرم فجروا عبوة ناسفة في جرافة من طراز “دي 9” في منطقة محور المقاطعة. وقد كشفت كتائب القسام عن عملية عسكرية مركبة نفذتها ضد قوة من الجيش الإسرائيلي في منطقة محاذية لمدينة جنين بالضفة الغربية. وأوضحت القسام أن مقاتليها العائدين من مواقعهم أكدوا أنهم أوقعوا القوة الإسرائيلية في كمين قرب بلدة المطلة استخدمت فيه 3 عبوات عند الجدار الفاصل المزود بكاميرات مراقبة وأنظمة رصد متطورة جدا. وفجّر مقاتلو القسام في مرحلة أولى عبوة ناسفة بالجدار لاستدراج قوات الاحتلال، وعند تقدم فريق من الهندسة لإصلاح السياج فجّر مقاتلو القسام عبوة ثانية أسفرت عن إصابة جنديين، ثم قاموا بتفجير عبوة ثالثة في طواقم الإسعاف التي هرعت لإنقاذ الجنود المصابين وقد أدى ذلك إلى إصابة ضابط احتياط. من جهتها، أعلنت كتيبة طولكرم في سرايا القدس تفجير عبوة ناسفة في مكان تمركز القناصة وقوات الاحتلال في محور المربعة واستهداف آلياته في محور ذنّابة. كما أكدت الكتيبة تصدّيها لقوات الاحتلال في محاور القتال، مضيفة أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال في حارة الحمام بمخيم طولكرم وحققوا إصابات مباشرة في صفوف قوات المشاة. في سياق آخر، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بإصابة موظفين اثنين من وزارة الدفاع الإسرائيلية بجروح طفيفة بسبب انفجار عبوة ناسفة بالقرب من كيبوتس ميراف، قرب خط التماس في منطقة جلبوع شمال الضفة الغربية. وأفادت بأن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات وأجرى تمشيطا واسعا في المنطقة بحثا عن المنفذين. وبالتزامن مع الحرب المدمرة على غزة، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، كما وسع الجيش الإسرائيلية عملياته، مخلفا 586 شهيدا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى نحو 5 آلاف و400 مصاب، بحسب مصادر رسمية فلسطينية. اعتداء مستوطنين من جهة أخرى، أحرق مستوطنون أراضي مزروعة بأشجار الزيتون تابعة لفلسطينيين في بلدة بورين جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقال شهود عيان إن المستوطنين تسللوا إلى بورين وسط حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وأحرقوا عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية ثم انسحبوا من المكان. وهرعت طواقم الدفاع المدني وسيارات الإطفاء إلى المكان لإخماد النيران. وأفاد سكان بأن بورين تتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، وذلك بهدف ترهيبهم وتهجيرهم من البلدة. كما اقتحم مجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس وانتشروا في شوارع البلدة واعتدوا على السكان وممتلكاتهم. ورشق المستوطنون سيارات ومنازل المواطنين بالحجارة وأحرقوا مركبة وأغلقوا عددا من الطرق. وأفاد شهود عيان بسماع إطلاق نار قرب دوار سلمان الفارسي في بلدة حوارة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبة جامعية بعد دهم منزلها في منطقة الحرس بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، كما دهمت مناطق متفرقة في المدينة وصادرت مركبتين. وفي بلدة بيت عوا جنوبي الخليل، دهمت قوات الاحتلال منازل عدة واعتدت بالضرب على شاب بعد إيقاف مركبته. واقتحمت قوات الاحتلال قرية الرشايدة شرقي بيت لحم، ودهمت عددا من المنازل، وسيّرت دورياتها في أنحاء متفرقة من القرية.
المصدر : الجزيرة + وكالات