“عرفة”.. خيُر يوم طلعت فيه الشمس

موقع مصرنا الإخباري:

خيُر يوم طلعت فيه الشمس، هذا اليوم، حيث يقف حجاج بيت الله الحرام على مشعر عرفات، ملابسهم واحدة، وهتافهم واحد، في مكان واحد، جاءوا يقصدون الرب الواحد.

“لبيك اللهم لبيك”، تلبية تصدح بها حناجر ضيوف الرحمن، رغم قلة عددهم هذا الموسم مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب وباء كورونا، لكن التلبية تمتد من مشارق الأرض لمغاربها، في المنازل والشوارع والمساجد، احتفاءً بهذا اليوم المبارك.

هذه الأجواء الروحانية، تعيد أذهاننا لزيارات عديدة لهذا المكان الطاهر، حيث تنهمر الدموع من العيون فرحاً بهذا المشهد السعيد، بعد تجمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله تعالى، وارتفعت أياديهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة، فيصلون الظهر والعصر قصرا وجمعا بآذانٍ وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام.

القلوب والعقول تتوجه اليوم صوب “عرفة” أو “عرفات”، ذاك السهل المنبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10 كيلومترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.

وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف علي الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم “وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف”.

وليوم عرفة فضل عظيم، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.

وبوقوف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد “نمرة”، فنمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة ثم خطب بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا ” جمع تقديم ” وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.

بقلم محمود عبدالراضي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى