روت وكالة “تسنيم” الإيرانية، نقلاً عن مصادر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجريات الأحداث التي سبقت عملية “طوفان الأقصى”، التي شنّتها حركة حماس يوم السبت 7 تشرين الأول/أوكتوبر الجاري. وأكدت مصادر “تسنيم”، أنّه في الساعات الأخيرة التي سبقت بدء عملية طوفان الأقصى، اكتشف “الشاباك” عبر مصادره الإخبارية والتجسسية، بعض التحركات للمقاومة الفلسطينية داخل الجدار الحدودي لقطاع غزة، ووصلت هذه المعلومات إلى رئيس “الشاباك” رونين بار، عند الساعة الثانية فجراً، وتم إبلاغه بالمعلومات الأولية بعد حضوره إلى المقر. وذكرت المصادر أنّ “الخبر الأولي تم تسليمه بدايةً إلى رئيس أركان الجيش، ورئيس شعبة المعلومات (أمان) وبعض الضباط الآخرين، وعندما تجاهل رئيس الأركان الخبر، تحرك الشاباك مباشرةً”. المعلومات الأولية التي وصلت لـ “جيش” الاحتلال و”الشاباك”، ركّزت على إمكانية إجراء تدريبات عسكرية من قبل فصائل المقاومة. وفي إثر ذلك، توجّه 7 أشخاص من قوات “الشاباك”، تحت مسمى فريق “تكيلا”، في مجموعتان واحدة تضم 3 والثانية تضم 4 أشخاص، إلى “كيبوتس – نتيو هاعسرا” شمال غزة، و”كيبوتس – بئيري” شرق غزة، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات، بحسب “تسنيم”. ووصلت هاتان المجموعتان إلى المناطق المحددة نحو الساعة الخامسة فجراً، إلا أنهما تعرضتا لكمين من قوات “حماس” التي كانت في انتظارهما، فقُتلوا جميعاً. وفي حينها، طلبت قوات “الشاباك” على الفور قوّة مؤازرة، وتم إرسال فريق من وحدة “اليمام” (قوة الشرطة الخاصة). بعد ذلك، وصل فريق “اليمام” إلى المنطقة، وكانت الاشتباكات الأولى قد بدأت مع قوات “حماس”، وخلال هذا الاشتباك قُتل أيضاً 9 أعضاء من هذه الوحدة، على يد مقاتلي المقاومة الفلسطينية. كذلك، أوردت “تسنيم” نقلاً عن مصادرها، أنّه “بعد الأحداث التي جرت، تم تسليم التقرير الأول إلى آفي غيل، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الساعة السادسة صباحاً، وأبلغ بنيامين نتنياهو الساعة 6:29 صباحاً، ووصل نتنياهو بعد ساعة إلى المبنى الحكومي في منطقة كرياه”. وبحسب مصادر “تسنيم”، فقد تسلل في الساعة الأولى من المعركة، ما بين 800 إلى 1000 مقاتل فلسطيني في الأراضي المحتلة، من 80 نقطة ودخلوا 20 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال. والجدير ذكره، أنّ كلٍ من “الشاباك” (جهاز الأمن العام الإسرائيلي)، و”أمان” (شعبة الاستخبارات العسكرية) أقرّا واعترفا بفشلهما، في صد عملية “طوفان الأقصى”. وتحدّث الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية عن “الصدمة” التي تعيشها المؤسستان الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، في إثر الفشل الاستخباري الذريع الذي ظهر يوم عملية “طوفان الأقصى”. وكان موقع “والاه” الإسرائيلي قد أكد، أنّ حركة حماس خدّرت “إسرائيل” وخدعتها، على مدى عامٍ وهي تحضّر من أجل العملية، متوجهاً إلى “الشاباك” و”الجيش” لتقديم الأجوبة بشأن “متى بدأ التحضير لعملية الخداع هذه”.