في الوقت الذي انتقدت فيه أوساط إسرائيلية فشل الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينت ، فرض معادلة ردع في مواجهة غزة، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ وفداً إسرائيلياً سيتوجه حتى نهاية الأسبوع إلى مصر لبحث فرص التوصل لاتفاق تهدئة جديد مع حركة حماس.
وأشارت الإذاعة، في تقرير بثته، اليوم الخميس، إلى أنّ الوفد الذي سيتوجه إلى القاهرة سيمثل مجلس الأمن القومي التابع لديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية.
ولفتت الإذاعة العبرية، إلى أنّ حكومة بينت نقلت بالفعل رسائل إلى مصر مفادها بأنها معنية بالتوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة “حماس”، على غرار الاتفاقات التي توصلت إليها حكومة بنيامين نتنياهو المنصرفة.
وبحسب الإذاعة، فإنّ الوفد سيبحث مع الجانب المصري فرص التوصل لتفاهم حول آليات التهدئة وضمن ذلك مستقبل إعادة الإعمار وقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة لا تزال تصر على عدم السماح بعمليات إعادة الإعمار وإدخال تسهيلات على الواقع في قطاع غزة من دون حل مشكلة الأسرى لدى
“حماس”.
ولفتت إلى أنّ الخلافات في المواقف بين “حماس” وإسرائيل بشأن صفقة التبادل وربطها بمشاريع إعادة الإعمار “كبيرة جداً”، مستدركة أنّ الوفد الإسرائيلي سينقل رسالة إلى الحركة عبر المصريين مفادها بأنّ تل أبيب غير معنية بالتصعيد.
وفي السياق، ذكر موقع “واللاه” أنّ إسرائيل تواجه أزمة خيارات في تعاطيها مع قطاع غزة.
وفي تقرير نشره الموقع، اليوم الخميس، لفت الموقع إلى أنه في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل باستخدام الخيارات العسكرية، فإنّ أوساطاً داخل الجيش تدعو إلى محاولة تهدئة الأوضاع عبر العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع.
وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إعادة فتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، خشية مواجهة التداعيات الأمنية للتدهور الاقتصادي في قطاع غزة، من منطلق الرغبة في تهدئة الأوضاع.
ووفق الموقع، فإنّ التقدير السائد في الجيش الإسرائيلي يرى أنّ إطلاق البالونات الحارقة يأتي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع.
وأعاد للأذهان حقيقة أنّ وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، أمر، خلال العدوان الأخير، بمنع إدخال البضائع التي لا يمكن تأطيرها ضمن المستلزمات الإنسانية، مما جعل كميات كبيرة من البضائع التي استوردها الغزيون تتراكم في مخازن الموانئ الإسرائيلية.
إلى ذلك، قال المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، يوسي يهشوع، إنّ حكومة بينت، فشلت كسابقتها في فرض معادلة ردع في مواجهة قطاع غزة.
وكتب يهشوع على حسابه بموقع “تويتر”، إنّ الاحتفال بفرض معادلة ردع في مواجهة قطاع غزة “كان سابقاً لأوانه”، مشيراً إلى أن المستوى السياسي أمر الليلة الجيش بعدم الرد على البالونات الحارقة التي أطلقت من قطاع غزة وتسببت في عدد کبیر من الحرائق بمستوطنات “غلاف غزة”.
وأضاف أنّ السياسات التي تتبناها الحكومة الحالية تجاه غزة هي نفسها التي تبنتها الحكومات الإسرائيلية منذ 2018، واصفاً الضربات التي نفذتها إسرائيل، أول أمس الثلاثاء، رداً على البالونات، بأنها “كانت فقط في إطار العلاقات العامة”.
من جهته، قال المعلّق العسكري لصحيفة “معاريف”، طال لفرام، إنّ كل من يبحث عن “حلول سحرية” لمعضلة المواجهة مع غزة، سيخيب أمله في النهاية.
وفي تقرير نشرته الصحيفة، اليوم الخميس، أوضح لافرام أنه على الرغم من أنّ قيادة جيش الاحتلال حاولت “تسويق نجاحات” الحرب الأخيرة على غزة، “إلا أنها فشلت في تحقيق هدف واحد بشكل واضح تماماً وهو تغيير وعي العدو، بحيث لا يتجه للمخاطر بالإقدام على خطوات تفضي إلى مواجهة مع الجيش”.
وشدد على وجوب أن تتبنى الحكومة الجديدة “مساراً سياسياً جديداً في التعاطي مع قطاع غزة”، معتبراً أنّ هذه الحكومة “مطالبة بأن تثبت أنها قادرة على صياغة مثل هذا المسار”.