تتطلع مصر للاستفادة من خبرة الصين في إدارة الموارد المائية وسط مخاوف بشأن حصتها من مياه النيل وسط أزمة سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل.
ودعا البرلمان المصري مؤسسات الدولة إلى التعاون مع الصين في مشروعات تهدف إلى تنمية الموارد المائية والمحافظة عليها مثل محطات تحلية المياه وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي لاستخدامها في الزراعة.
وتعمل مصر على وضع خطة لإدارة استهلاك المياه والموارد لعرضها بعد المرحلة الثانية من ملء السد إذا نفذت إثيوبيا خطتها.
ومن المأمول أن تساعد مساعدة الصين في خطة إدارة المياه على طمأنة الشارع المصري بأن القاهرة ستخرج من الجانب الآخر من الأزمة.
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون المصري الصيني لا يعوقه مشاركة الشركات الصينية في مشروع سد النهضة حيث تعمل شركتان صينيتان على استكمال بناء مشروع محطة كهرباء سد النهضة في إثيوبيا.
تحرص الصين على الحفاظ على علاقاتها مع الدول الثلاث المعنية بنزاع سد النهضة.
وصرح نائب رئيس البعثة في السفارة الصينية في إثيوبيا ، تشي تيان ، لوكالة الأنباء الإثيوبية في 17 مايو أن بلاده “صديقة لإثيوبيا ومصر والسودان أيضًا”.
وحاولت مصر والسودان إقناع الصين بالوساطة في أزمة سد النهضة. واقترحت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق على نظيرتها الصينية وانغ يي يوم 9 مايو أن تضغط الصين على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
في أكتوبر 2019، نظمت الخارجية المصرية لقاء مع السفير الصيني للتعبير عن استياء مصر من استمرار عمل الشركات الصينية في سد النهضة على الرغم من عدم وجود دراسات حول آثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
في نوفمبر 2019، التقى وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي مع نائب وزير الموارد المائية الصيني يي جيان تشون لمناقشة توسيع التعاون الثنائي في قضايا المياه.
وأكد وزير الري رغبة بلاده في التعاون في المجالات التي تتمتع فيها الصين بخبرة واسعة، خاصة في مجال تحلية المياه والزراعة المالحة.
كما أجرى جيان تشون محادثات مع محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، حول مشاركة الصين في تجربتها في استخدام المياه المالحة في الزراعة وتحسين أنظمة الري. ناقش الرجلان نظامًا يستخدم المحلول الملحي، وهو منتج ثانوي لتحلية المياه، في تربية الأسماك وري النباتات التي تتحمل الملح. وأكد جيانتشون أن بلاده تتفهم مخاوف مصر بشأن أمنها المائي وتدعم جهودها للحفاظ على مواردها المائية.
في ديسمبر 2018، تعاونت وزارة الزراعة المصرية مع الأكاديمية الصينية للعلوم لتطوير التكنولوجيا الزراعية وطرق الزراعة المالحة باستخدام المياه المالحة للري وزراعة التربة المالحة وتحسين الري.
وخلال زيارتها للصين في 2019، أعلنت منى محرز نائبة وزير الزراعة المصري عن خطة للتعاون بين مصر والصين في مجال الري وإدارة المياه من خلال الاستشعار عن بعد، وكذلك زراعة الأرز بالمياه المالحة.
وفي عام 2019 أيضًا، ناقش وفد من الأكاديمية الصينية للعلوم مع المركز المصري لبحوث الصحراء إمكانية إنشاء مركز مصري صيني للتصحر لمعالجة أزمة المياه.
وقالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة بني سويف والمتخصصة في الشؤون الصينية، نادية حلمي، لموقع “المونيتور” الأمريكي إن مصر بحاجة إلى تدريب في عدة مجالات تتمتع فيها الصين بخبرة كبيرة، بما في ذلك الزراعة والري وتقنيات المياه وإنشاء وصيانة السدود والبحيرات.
وأشارت إلى أن “الصين قدمت منحا دراسية للطلاب المصريين في مجالات إدارة الموارد المائية”.
واختتمت بالقول: “يمكن للصين أن تلعب دورًا فريدًا في أزمة سد النهضة بسبب علاقاتها الوثيقة مع السودان ومصر وإثيوبيا”.
المصدر الرئيس نيوز