قالت وسائل الإعلام العبرية: “إن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يظهر وكأنه في مصيدة تحاصره من كل الجهات، مع تواصل العمليات الفلسطينية، والعجز “الإسرائيلي في وقفها، الأمر الذي دفعه للبحث عن كل الطرق للتعامل مع موجة المقاومة المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية، بحسب الإعلام العبري.
وأشار إلى أن التحدي أمام جيش الاحتلال، يزداد تعقيداً، وأصبح أعمق بكثير وأكثر أهمية، لأن كل الفرضيات التي وضعها أمام المستوى السياسي لإدارة الصراع مع الفلسطينيين حتى اليوم اهتزت فجأة، والسلطة الفلسطينية ضعيفة، وتضعف بسرعة، وليس لديها حلّ بحسب ما وصف الإعلام العبري.
يوسي يهوشاع الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، نقل عن “مسؤولين كبار في الجيش أنه من المستحيل منع الهجمات المسلحة بالطرق الدفاعية فقط، لأن الجيش بزعمهم بحاجة للعمل في مراكز المدن الفلسطينية، خاصة بعد عمليتي أريحا وحوارة، مما أظهر انتقادات كبار الضباط لقرار القيادة السياسية بالحد من عمليات الجيش الهجومية في المدن الفلسطينية نتيجة لما تم التوافق عليه في قمة العقبة بالأردن، رغم اعتقاد من هم على رأس الجيش أنه من الممكن إعطاء فرصة أخرى لاتخاذ القرار بالعودة لسياسة الاعتقالات الليلية التي ستخلق إحساسًا بالملاحقة لدى المسلحين الفلسطينيين”.
وأضاف في مقال مترجم، أن “التوجيه الحالي للجيش هو العمل فقط ضد “القنابل الموقوتة”، مع وجود مطالبات لدى بعض كبار المسؤولين بضرورة العودة للعمل بالشكل المعتاد عندما يكون الخوف أكبر من تنفيذ هجمات انتقامية فلسطينية لأعمال الشغب التي قام بها المستوطنون في بلدة حوارة، فيما أعلن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن قرار الحكومة بالحد من النشاط الهجومي الاستباقي للجيش في وسط المدن الفلسطينية كان خاطئا بصورة جسيمة، لأن الخطوات الدفاعية فقط لا يمكنها أن تهزم المقاومة، مطالبا الحكومة أن تعيد للجيش حرية العمل لملاحقة المسلحين، ومهاجمتهم في أي مكان ووقت”.
وأشار إلى أن “دعوة بينيت دفعت أوساط حزب الليكود لاتهامه بالكذب مرة أخرى، لأن الجيش يعمل بكل قوة وفي جميع الأبعاد، وبدعم كامل من الحكومة، وبدون قيود”.
يوسي يهوشاع ذكر في مقال آخر أن “تصاعد المقاومة يتزامن مع ضعف السلطة الفلسطينية، وفقدانها الدافع والقدرة على العمل ضد المنظمات المسلحة، في حين دفع الضغط الأمريكي من أجل تهدئة المنطقة لموافقة الاحتلال على الحدّ من نشاطه العملياتي، لكن عمليتي حوارة وأريحا قد تدفعه للعودة من جديد لعمليات الاقتحامات الهجومية في قلب المدن الفلسطينية، مع ظهور جيل فلسطيني شاب يبني قصته الوطنية الجديدة على تيك توك على نمط عرين الأسود، مستعد للقتال، ورأينا ذلك في كمية النيران في نابلس وجنين، والدافع للخروج فجرا تحت المطر الغزير، لإلقاء الحجارة على سيارات الجيش”.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته “عربي21” أن “هذه التطورات المتلاحقة في الأراضي المحتلة تتطلب الكثير من العمل الإسرائيلي لمواجهتها، بالتزامن مع ارتفاع مستوى التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائل القتالية التي تزدحم بها المناطق الفلسطينية، واقتراب شهر رمضان، مما لا يبقي أمام إسرائيل خيارات كثيرة وهي تدخل هذه الفترة الحساسة بألسنة اللهب، وتسعى لخفضها قدر الإمكان، لأن الهجمات الأخيرة أثبتت أن هناك فشلا للمنظومة العسكرية”.
وتكشف هذه القراءات الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يجد صعوبة فعلية في التعامل مع المحاور المتعددة للهجمات الفلسطينية المتزايدة، التي أوقعت أربعة عشر قتيلا إسرائيليا في شباط/فبراير لوحده، مما يكشف عن عجز إسرائيلي عن منعها بشكل كلي، والتخوف الإسرائيلي المتصاعد من وجود احتمالية متصاعدة أن يؤدي الواقع الأمني المتوتر في الأراضي المحتلة، وتصعيد إرهاب المستوطنين، إلى عودة التوتر من جديد، مما سيدخل المنطقة كلها في أتون مواجهة يهرب الكل منها، وعقدت قمة العقبة تحديدا لمنع وقوعها.
المصدر: فلسطين اليوم