حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من ظهور تحديات حديثة في العالم المعاصر تختلف جذريا عن سابقاتها وتتطلب مراجعة آليات الحوكمة المتوفرة لدى المجتمع الدولي.
وصرح شكري اليوم السبت، خلال مشاركته في جلسة عقدت تحت عنوان “تعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول” ضمن أعمال مؤتمر “حوار المنامة”: “تحديات اليوم تختلف جذريا عن تلك التي كانت في الماضي، وهي ليست محدودة بحدود دول ومعقدة جدا”.
وأوضح شكري أن العالم اليوم يواجه “تصاعدا في المخاطر المرتبطة بالإرهاب العابر للحدود متعدد الأوجه والأذرع الذي يعمل على تفتيت المجتمعات وهدم مفاهيم الدولة الوطنية”، مشددا على أهمية “تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب بشكل جاد وحازم لتجفيف منابعه وحماية البشرية كلها من أخطاره المحدقة”.
ودعا المجتمع الدولي، بهدف مواجهة التحديات المعاصرة المتغيرة المتعددة، إلى الاعتراف بوجود حاجة ملحة إلى تطوير وتحديث أطر العمل الدولي والإقليمي متعددة الأطراف، لافتا إلى أن هذه الأطر المتمثلة بالدرجة الأولى بالمنظومة الأممية، على الرغم من إحرازها نجاحات مهمة وملموسة، واجهت عقبات وأخفقت في تحقيق عدد من الأهداف الملحة في المنطقة.
وقال شكري إن بعض هذه الإخفاقات كانت مؤلمة إلى درجة تسببت في خيبة الأمل في أطر العمل متعددة الأطراف، موضحا أنه يقصد بذلك فشل المنظومة الأممية في حل القضية الفلسطينية والقضاء على الأسلحة النووية وتسوية نزاعات مسلحة ومكافحة تغيرات المناخ، بالإضافة إلى توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا.
وشدد شكري على أنه يجب “تبني أولويات ومواضع جديدة على الأجندة الدولية بجانب الأولويات والملفات القائمة”، بغية التعامل مع التحديات الناشئة وغير التقليدية، لافتا إلى ضرورة “إفساح مساحة أكبر للعدالة بين الأجيال في اتخاذ القرارات الدولية”.
ولفت إلى أن نموذج حق الفيتو في الأمم المتحدة لم يخضع لأي مراجعة منذ أربعينيات القرن الماضي، مشددا على أن الدول الإفريقية التي تتغير بسرعة تعاني من تمثيل غير عادل في المنظمة العالمية .
وقال: “التحديات الراهنة تهدد بقاء البشرية، ومن ثم فلابد من صياغة منظومة دولية متعددة قائمة على التعاون والإدراك بالمصير المشترك، وأن احترام الاختلاف والخصوصية يثري القدرات ويزيد من فرص النجاح والانطلاق نحو غد أكثر إشراقا”.
المصدر: RT