قال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي إنه لا تطوير للتعليم دون الارتقاء بأداء المعلم، وإن المعلم هو أساس تقدم التعليم في الدول. جاء ذلك في كلمة الوزير اليوم الخميس خلال فعاليات إطلاق الدورات التدريبية لمشروع الشهادات الدولية المهنية في التدريس، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة الإيسيسكو وجامعة الملك سعود ومؤسسة صالح كامل الإنسانية. وأضاف الوزير أن التدريب واعتماد المعلمين المتدربين الحاصلين على الشهادات الدولية لبرامج التنمية المهنية سيتيح لهم المنافسة على المستوى الإقليمي ومواكبة التحديات المعاصرة والمتطورة بمجال التدريس، والحصول على المنح والعمل بالخارج. وأوضح أن إطلاق مشروع الشهادات الدولية المهنية في التدريس يأتي في سياق التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم اليوم في ظل التطورات التكنولوجية، حيث يشهد التعليم تغيرًا جذريًا ما يتطلب إعداد كوادر مؤهلة للتعامل مع هذه التحولات. وتابع أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تطوير قدرات المعلمين ورفع مستوى التعليم على الصعيدين الوطني والدولي، معربًا عن سعادته بتكريم المدربين المتميزين بمجال دبلومة التنمية المهنية في التدريس. وأشاد بجهود القيادات والعاملين بالإدارة العامة للقيادات التربوية، مثمنًا دور منظمة الإيسيسكو ومؤسسة صالح كامل الإنسانية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإنجاح هذا المشروع. وأكد أهمية الشهادات الدولية في تعزيز جودة التعليم وتحفيز المعلمين على تحقيق التميز في مجالهم، فالتعليم يعمل على إعداد الإنسان، وتأهيله للتعامل مع التقنيات المعاصرة والمتطورة، ومواكبة التغيرات المتواصلة في مختلف ميادين التنمية، وإعداده وتأهيله للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة في مجتمع المعلومات والمعرفة، حتى يكون قادرًا على مواجهة التغيرات المتسارعة، وانعكاساتها على طبيعة واحتياجات المجتمع من المهن والمهارات المتغيرة؛ لذا يعد التدريب مدى الحياة من أولويات الدول المتقدمة. ولفت إلى أن المشروع يتضمن عدة مراحل ويتم إطلاقه تحت عنوان “المعلمون الشباب”، حيث تم اختيار المتدربين من المعلمين وفق معايير دولية منها التميز بالكفاءة، والقدرة على التغيير، والإلمام بالتكنولوجيا، أما بالنسبة للمدربين فقد تم اختيارهم من المدربين المعتمدين المتميزين ليصل عددهم إلى 20 مدربًا. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع هو إكساب المعلمين الكفايات والمهارات اللازمة لعمليتي التدريس والتعلم، وسيضم البرنامج 15 حقيبة تدريبية وسيتم تقديم منح للمعلمين العشرة الأوائل المتميزين في البرنامج التدريبي. وذكر أن تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع سيضم تدريب 120 معلمًا كمرحلة تجريبية خاضعة للتقييم وإجراء التعديلات بدءًا من الأسبوع المقبل، لافتًا إلى أن هذا التدريب سيستفيد منه إجمالًا 2000 معلم ومعلمة في مصر خلال عامين من خلال تقديم شهادات دولية مهنية بمجال التدريس؛ بهدف تأهيل وإكساب الممارسين التربويين الكفايات اللازمة التي يحتاجونها في تخصصاتهم ومجالاتهم المختلفة؛ لتحقيق أهداف المناهج التربوية وتطويرها. وقال الوزير إن من أبرز المخرجات النوعية للمشروع تمكين 100 ألف معلم من بينهم 10 آلاف معلم مصري خلال السنوات العشرة المقبلة في الدول الأعضاء بمنظمة الإيسيسكو، من الحصول على الشهادة الدولية في التدريب (PCT)، ويأتي تنفيذه بالتعاون بين الإيسيسكو ومؤسسة صالح كامل الإنسانية، وذلك في إطار رؤية المنظمة الهادفة لدعم تحديث العملية التعليمية في دولها الأعضاء. ولفت إلى مميزات الشهادات الدولية المهنية بالتدريس التي تهدف لتطوير أداء مخرجات المؤسسات الأكاديمية خاصة في الجانب التطبيقي والعملي، والإسهام في تطوير المعارف والمهارات المرتبطة بالجانب التربوي والتعليمي، وبناء نظام شامل لتطوير مهارات المعلمين، وإكساب الممارسين التربويين الكفايات اللازمة التي يحتاجونها في تخصصاتهم ومجالاتهم المختلفة لتحقيق أهداف المناهج التربوية وتطويرها. ونوه بأن هذه الشهادات الدولية ستتيح للمعلمين الشروط المهنية الممكنة لهم من أداء وظيفتهم على أكمل وجه بما يعود في النهاية على تطوير مخرجات التعلم للطلاب. وأوضح أن مقاصد الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو ما هي إلا بلورة لفلسفة عربية شاملة في المجال التربوي، كما أنها دعوة إلى ربط حركة التربية وإصلاحها بحركة التنمية القومية حتى تؤدي وظائفها الاجتماعية والاقتصادية، بما يخدم أهداف التنمية والتقدم. وأكد – في ختام كلمته – تقديره لكل من جامعة الملك سعود على رعاية المشروع في شقه الأكاديمي، ولوزارة التعليم العالي على النهوض به محليًا، ولمؤسسة صالح كامل الإنسانية على تمويل هذا المشروع الطموح، ولمنظمة الإيسيسكو، آملًا تنفيذه في القريب بعدد من دول العالم الإسلامي. من جانبها، أعربت منسقة المشروع من قبل وزارة التعليم العالي الدكتورة ريم دربالة عن سعادتها لاختيار مصر لتنفيذ هذا المشروع بها، ونقلت تحيات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي رئيس اللجنة الوطنية المصرية. وقالت إن التعليم يشهد تحولًا جذريًا في أساليب التدريس وأنماط التعليم وجودته وجودة مُدخلاته، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العالم الإسلامي. وقال ممثل منظمة الإيسيسكو الدكتور محمد السهيلي – نيابة عن الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمُنظمة الإيسيسكو – إن المنظمة لا تدخر جُهدًا في دعم الدول الأعضاء في كافة مجالات المُنظمة خاصة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة وبناء القدرات. ووجه الشكر للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة على التعاون مع منظمة الإيسيسكو، مؤكدًا أن هذا المشروع يهدف لإعداد كوادر مُتميزة من المُعلمين، وتقديم شهادات مهنية تمنح للممارسين التعليميين ليتم الاعتراف بمهاراتهم دوليًا وممارستهم للأدوار المهنية بكفاءة.
المصدر بوابة الأهرام