موقع مصرنا الإخباري:
كم صباح استيقظت فيه راضيا، تأملت حالك وقلت “الحمد لله” إن فعلت ذلك فقد ذكرت الله ونعمه وفضله، واعترفت بجميل صنعه معك.
وذكر الله هنا ليس معناه الصياح والصراخ وإظهار النعمة بالتعالى على خلقه، لكن معناه التذكر الدائم، معناه أنه كلما ضاقت الدنيا عليك اتسعت الرؤية فلا تتوقف عند اللحظة الراهنة، وتدرك بأنك مهما شعرت بالتعب فالنعم أكثر منه، كل المطلوب منك فقط أن ترى ذلك بعينك وتلمسه بيدك.
وذكر النعم طمأنينة للقلب واعتراف بالفضل لأصحابه، والله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل الأول لكل النعم، ثم يأتى فضل الناس، وليس هناك ما يمنع أن نعترف وأن نقول ونشير إلى ما قاموا به من دور فى حياتنا، فما الذى يمنع ذلك؟ ألم يقتطعوا من وقتهم ومالهم وأعصابهم وقدموا لنا ما يقدرون عليه، وبالطبع فإن أولى الناس بذلك هم الأهل.
وذكر النعم يجعل الإنسان يحب نفسه، لأنه ينتبه إلى أن الله يحبه، ولو انتبه الإنسان لذلك أدرك أنه عندما يذكر النعم إنما يذكر نفسه وما لحقها من خير.
بالطبع نعم الله كثيرة ومتنوعة لا يمكن حصرها، ولكن من وجهة نظرى أهمها وأخطرها “المحبة” حتى أن القرآن الكريم يقول فى سورة آل عمران “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”، وذلك لأن المحبة صعبة الاكتساب، فهى شعور يشرب من ماء القلب مباشرة على عكس الكراهية التى ترتوى من دمه، والمحبة نعمه يعجز الإنسان عن اكتسابها حتى لو أنفق ما فى الأرض جميعا، بالتالى هى نعمة تستحق الإشارة إليها والفخر بها وذكرها وذكر صاحب النعمة.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف