عبّرت سارة لي واتسون، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN)؛ عن ثقتها بأن الرأي العام في الغرب تجاه الاحتلال الإسرائيلي يشهد تغيرا، مؤكدة أن هناك إدراكا متزايدا لوضع إسرائيل كـ”دولة فصل عنصري”.
وكانت واتسون قد شاركت في مؤتمر حول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ونظمه المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP)، في لندن، الثلاثاء.
وفي مقابلة مع “عربي21″، اعترفت واتسون، وهي مسؤولة سابقة في منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الأمر استغرق عقودا حتى توصلت منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش ومنظمة الدولية، أخيرا إلى تصنيف إسرائيل كدولة أبارتايد (فصل عنصري).
وقالت: “الحقائق مر عليها نحو خمسة عقود من الاحتلال العسكري الدائم (في الضفة الغربية وغزة).. تطلّب الأمر وقتا طويلا للتوقف والنظر في الوضع بشكل تراكمي، لرؤية أن الاحتلال كان دائما، ولرؤية أن هناك ممارسات مقصودة للسيطرة على الفلسطينيين واستهدافهم، وأن هذه كانت جزءا من السياسات الإسرائيلية”.
وأوضحت أن “هذه الفترة الزمنية والحقائق المتراكمة قادت هيومن رايتس ووتش لتبني مسألة الأبارتايد، باعتبارها وظيفة ممنهجة لدولة إسرائيل”.
وعبّرت عن أملها في أن يسهم هذا التصنيف في دعم جهود محاسبة إسرائيل، لكنها أوضحت أن الأمر يتطلب أيضا “جهودا كبيرة من جانب مواطنينا (في الغرب) لمطالبة حكوماتنا باتخاذ إجراءات لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تفكيك نظام الأبارتايد. دولة الفصل العنصري لن تذهب مطلقا بإرادتها للتخلي عن هذا النظام طواعية، يجب أن تُجبر على فعل ذلك. لا أحد يتخلى عن القوة أو الاضطهاد طواعية. إنها مسؤولة مجتمعاتنا لإجبار إسرائيل على التصرف كدولة أخلاقية، وإنهاء الأبارتايد والاحتلال”.
وتحدثت عن “العديد من المؤشرات الإيجابية” باتجاه الضغط على إسرائيل ومحاسبتها بسبب انتهاكاتها ضد الفلسطينيين، “وأهم هذه المؤشرات هو الرأي العام.. الرأي العام حول العالم، خصوصا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يشهد تغيرا. الناس لم يعودوا يدعمون إسرائيل دون تدقيق. الناس يدركون بشكل متزايد ويفهمون، ويصفون إسرائيل كدولة فصل عنصري”.
وأضافت: “يمكن أن نرى بالعين المجردة كيف أن قوات الأمن الإسرائيلية ضربت المشيعين في جنازة (شيرين أبو عاقلة).. كيف أن القوات الإسرائيلية قتلت صحفية فلسطينية.. كيف أن القوات الإسرائيلية قصفت المدنيين في غزة، وقتلت مئات الأطفال في غزة.. هذا ما يجب على مواطنينا أن يروه، وهذا يدفع الرأي العام للتحول”.
إضافة إلى ذلك، أكدت واتسون أن “هناك أساسا قانونيا قويا لدينا للدفع باتجاه التحرك، وهو تصنيف دولة الفصل العنصري”. وأشارت إلى مطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ إسرائيل بإنهاء الفصل العنصري.
وقالت: “سنرى تصاعدا في القوة الدافعة إذا استطعنا دفع الناس (في الغرب) ومنظمات المجتمع المدني للانخراط في الضغط على حكوماتنا لفعل شيء”.
خاشقجي
وفي شأن آخر، تطرقت واتسون إلى قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وقالت إنها تشعر “بإحباط فظيع، رغم أن ذلك لم يكن مفاجئا”، بعد قرار تركيا وقف محاكمة المتهمين في جريمة اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث وافقت السلطات التركية مؤخرا على نقل ملف القضية إلى السعودية.
وربطت واتسون هذا القرار برغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”علاقات أفضل مع السعودية”، لذلك “تخلى عن القضية”، وفق تعبيرها.
وقالت: “هذا تسبب بإحباط عميق، لكن لحسن الحظ لدينا مسار المحاكمة الخاص بنا ضد (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان وعملائه، وهو مستمر في الولايات المتحدة، وسنستمر بالضغط من أجل العدالة”.
وأشارت إلى أن الحكومات الغربية “باتت تتحدث بشكل أقل عن القضية، إدارة بايدن تبتعد عن كل شكل من أشكال التركيز على قضية حقوق الإنسان في السعودية”، كما قالت.
المصدر: عربي 21