موقع مصرنا الإخباري:
توصل تحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية أجبرت خمس نساء فلسطينيات على خلع ملابسهن بالكامل أمام أطفالهن أثناء مهاجمتهن باستخدام كلاب الجيش.
إن الكشف المروع الذي حدث خلال مداهمة ليلية لمنزل عائلة في 10 يوليو، جاء بعد تحقيق أجرته منظمة بتسيلم الحقوقية، وتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقالت المنظمة الحقوقية إن عشرات من القوات الإسرائيلية وكلاب الجيش اقتحمت منزل عائلة فلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وقام جنود الاحتلال بفصل الرجال عن النساء والأطفال الذين كانوا محتجزين في غرفة المعيشة في المنزل.
ثم شرعوا في نقل النساء إلى غرفة منفصلة حيث كان الأطفال نائمين، بعد أن استيقظوا مذعورين.
ومن بين النساء الخمس أم وابنتها الصغيرة وثلاث إناث أخريات في العشرينات من العمر، ويقال إنهن زوجة ابن الأم.
وقام جنديان ملثمان آخران بمنع الأم من الاقتراب من أطفالها وهددوها بالكلاب المهاجمة التي كانوا يحتجزونها إذا لم تمتثل.
واضطرت الأم إلى خلع ملابسها بالكامل والالتفاف أمام القوات. بعد ذلك، أخذ الجنود النساء الثلاث الأخريات بالإضافة إلى الفتاة وأجبروهن على خلع ملابسهن بالكامل لإجراء تفتيش جسدي.
وهدد الجنود مرة أخرى بإطلاق العنان لكلابهم على الفتيات إذا لم يمتثلن للأوامر.
وقالت الجماعات الحقوقية، التي أدانت الحادث بشدة، إن حوادث مماثلة ضد النساء الفلسطينيات تزايدت خلال الأشهر الماضية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين إن الحادث “بحاجة إلى دراسة” و”تحقيق شامل”.
وقال فرحان حق: “سنقف ضد أي شكل من أشكال العقاب الجماعي”.
وقد أنزلت إسرائيل أقسى العقوبات ضد الفلسطينيين، بما في ذلك ما يسمى بسياسة الاعتقال الإداري ضد آلاف السجناء الفلسطينيين.
وهذا يعني أن الفلسطينيين يقبعون في السجون الإسرائيلية لفترة غير محددة من الزمن دون تهمة أو محاكمة.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بإجراء إسرائيل أي تحقيقات ضد جنودها أو مستوطنيها، فلا توجد محاكمة أو مساءلة على الإطلاق.
وطوال عقود، امتنعت إسرائيل عن إجراء أي تحقيق على الرغم من الفظائع والجرائم التي يرتكبها جنودها ومستوطنوها.
ويقول المحللون إن هذا مؤشر على أن الأمم المتحدة لا تأخذ القضية المرفوعة ضد النساء والفتيات الخمس على محمل الجد.
ولكي تتعامل الأمم المتحدة مع هذه القضية وحالات العدوان الأخرى التي لا تعد ولا تحصى بطريقة جدية، يتعين على الهيئة الدولية أن تتخذ نفس التدابير التي تتخذها ضد الجرائم المماثلة التي تحدث في أماكن أخرى من العالم.
وسيتضمن ذلك اتخاذ إجراءات دولية فعالة ضد انتهاكات ميثاق الأمم المتحدة.
ويقول الخبراء إنه لكي تتم المحاسبة ضد إسرائيل، ستكون هناك حاجة إلى حملة عالمية منسقة من قبل المجتمع الدولي.
أما الطريق الآخر لمحاسبة إسرائيل على جرائمها فهو مع المقاومة الفلسطينية التي دعت إلى الثورة.
وتعهدت جماعات فلسطينية مختلفة، بما في ذلك حركة المقاومة حماس، بالانتقام.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل إن مثل هذه الحوادث مروعة للغاية.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة التقرير المثير للقلق، ودعت الهيئات الدولية إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها اليومية لحقوق الإنسان في فلسطين واتخاذ الإجراءات القانونية مع السلطات الدولية المختصة.
ويقول المحللون إن الحادث يخالف قوانين الحرب ويمثل مثالًا واضحًا جدًا على العقاب الجماعي.
وهذه ليست مجرد محاولة إسرائيلية لمهاجمة النساء والرجال والقاصرين الفلسطينيين؛ بل الإسلام كدين.
منذ توقيع اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والسلطات الأردنية قبل حوالي ثلاثة عقود، زادت إسرائيل من عنفها ضد الفلسطينيين، بما في ذلك التدنيس المستمر للمسجد الأقصى المبارك وغيره من المواقع الإسلامية الدينية في الضفة الغربية المحتلة.
في غضون ذلك، طالبت مجموعة من المشرعين الأردنيين حكومتهم باستدعاء سفير عمان لدى الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
ويقول منتقدون إن الولايات المتحدة تقدم دعما غير مشروط للكيان الصهيوني وتمنع المجتمع الدولي من اتخاذ أي إجراءات عقابية ضد إسرائيل.
والولايات المتحدة، بدعمها العسكري والدبلوماسي السنوي لإسرائيل، متواطئة في العدوان الإسرائيلي. وبدون هذا الدعم، لم يكن النظام ليفلت من مثل هذه الجرائم الشنيعة.
وقد سمح ذلك للنظام بالتصرف دون أي خوف من التعرض للعقاب من قبل المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية الأخرى.
ويعتقد الخبراء أن العدوان الإسرائيلي وسوف تستمر المهمة حتى يجد النظام نفسه خاضعًا لعقوبات المجتمع الدولي.
ويأتي هذا الحادث المثير للقلق في إطار الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تصعيد هجماتها ضد المدنيين الفلسطينيين. وقد تجلى ذلك خلال العام الماضي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط زيادة حادة في هجمات المستوطنين بهدف التطهير العرقي لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة والقدس (القدس).
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الإسرائيلية بإهانة المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
ويعتقد المحللون أن الصهاينة ينتقلون إلى ما يعتقدون أنه نهاية اللعبة، بهدف إزالة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من أراضيهم الأصلية.
ويشكل الاعتداء على خمس نساء فلسطينيات تصعيدا كبيرا من جانب إسرائيل.
وفي غياب أي مساعدة دولية للفلسطينيين، يُنظر إلى محور المقاومة على أنه الطريق الوحيد لإنهاء مثل هذه الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اعترف فيه رئيس الموساد السابق تامير باردو بأن إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري.
وباردو هو أحدث مسؤول إسرائيلي كبير يدلي بمثل هذا التصريح.
والأنظار الآن تتجه نحو رد المقاومة.