موقع مصرنا الإخباري:
لقد فشلت عقيدة كيان الاحتلال أي إسرائيل الهمجية خلال عدة تجارب، لكنه لم يتعلم الدرس بسبب غطرسة قيادته ومن يقف خلفها.
وصل كبير مستشاري أمن الطاقة العالمي الأميركي آموس هوشستاين إلى بيروت. ويأتي توقيت زيارة هوكشتاين المفاجئة إلى لبنان بين خطابين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كما أنه يعكس جنون الارتياب الخطير لدى واشنطن من توسع متوقع للصراع في المنطقة، لا سيما الخوف من تفعيل معادلة المقاومة “مدني مقابل مدني”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قامت عدة زيارات متتالية لمسؤولين غربيين إلى بيروت لتهديد حزب الله. من جهتها، تضغط واشنطن لوقف عمليات المقاومة من الجانب اللبناني، لكن السيد نصرالله أكد مراراً أن المقاومة لن تسمح للعدو بشل المقاومة الفلسطينية.
ومن الواضح أن عاموس هوشستاين تصرف في لبنان وكأنه مفوض سام: سلوك استفزازي للغاية يخالف كل الأعراف الدبلوماسية ووظيفته المعروفة، أي ترسيم حدود لبنان البحرية في الجنوب.
والأخطر في زيارة هوشستاين هو محاولته البائسة سحب تعهد رسمي من السلطات اللبنانية بوقف عمليات المقاومة دعما للفلسطينيين، نظرا لأن هذه العمليات البطولية ساهمت بشكل فعال في إضعاف العدو وتخفيف الضغط على الفلسطينيين.
العدو يخشى جدياً من القدرات الدفاعية الصاروخية للجبهة اللبنانية، خاصة بعد فشل منظومات القبة الحديدية في اعتراض صواريخه. وهذا ما يفسر إفراغ أكثر من 40 مما يسمى “مستوطنة” لما يقرب من 65 ألف مستوطن مستعمر، الذين يرفضون في الوقت نفسه العودة، مما يضع ضغطًا كبيرًا على حكومة العدو التي تعاني من أزمة.
في غضون شهر من العدوان الإسرائيلي العدائي، أصبح مدى الانقسام الحاد في ما يسمى بـ “حكومة الحرب” الصهيونية (التي تتألف من نتنياهو، إلى جانب وزيري الأمن يوآف غالانت وغانتس) واضحا تماما. وحتى الآن، فشلت هذه الحكومة في توحيد موقفها، مما أثار موجة من الانتقادات الشديدة في الأوساط الصهيونية، حيث يعقدون مؤتمرات صحفية منفصلة. كما يعكس فشلا ذريعا في إدارة العدوان الحالي، وتفاقم حالة انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم في كيان الاحتلال، في ظل خيبة الأمل الكبيرة في أداء الجيش الاستعماري الإسرائيلي، حيث بلغ عدد من وارتفع عدد قتلاها، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى 349، وذلك في ظل فشل الحكومة الصهيونية في التعامل مع قضية الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
نتنياهو وجالانت وغانتس يتبادلون الاتهامات، وهذا سيعزز حتما لاحقا القضاء على نفوذ نتنياهو السياسي. كما أنه سيوسع الانقسام الحاد القائم داخل الكيان الهش والمجزأ، خاصة بين اليمين والليبراليين.
من ناحية أخرى، تتعزز جبهة المقاومة الفلسطينية، متمسكة بثوابتها وشروطها المتعلقة بمستقبل غزة، بعد عقدين من الحصار الشامل والشامل الذي حرم المدنيين العزل من أبسط احتياجاتهم الإنسانية. خطاب جبهة المقاومة ثابت ومتوازن وواضح، على عكس الاحتلال.
لقد تحمل الاحتلال في عدوانه الغاشم الكثير من خيبات الأمل، ولم يتمكن من تحقيق أي إنجاز بطولي، بل تراكم الإحباطات المستمرة. وفي هذا السياق، حذّرت “أتلانتيك” من أنه إذا كان العدو يسعى إلى كسب “الحرب”، فعليه ألا يضع أهدافاً “راديكالية” لأنه سيفشل، كما فشل عام 2006 مع حزب الله. في كتابه “الدروس التي كان ينبغي على إسرائيل أن تتعلمها في لبنان”، يؤكد أندرو إكسوم أنه “إذا كانت إسرائيل تريد تحقيق أي نجاح استراتيجي ضد حماس، فيتعين عليها أن تفعل ثلاثة أشياء بشكل مختلف عن الصراعات الماضية”.
وبعد مرور شهر على بدء عدوانه، لم ينجح نظام الفصل العنصري في القضاء على حماس ولم يستعيد أسراه. بل إنها ظلت عنيدة في رفض وتجاهل المطالب الدولية بوقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وموضوع وقف إطلاق النار مرفوض جملة وتفصيلا، بضوء أخضر أميركي، لأن واشنطن تعتبر ذلك انتصارا لحماس. وهذا يعني استمرار الجرائم والمجازر بحق أطفال ونساء غزة.
وتدافع واشنطن عن الاحتلال لأنه كيان مختل يحمي مصالحها الإمبراطورية في غرب آسيا. ورغم ذلك فإن المقاومة الفلسطينية عازمة على مواجهة العدوان وإلحاق الإذلال بالعدو ميدانيا من مسافة الصفر.
وسقط التفوق الصهيوني رغم امتلاكه أحدث التقنيات العسكرية والاستخباراتيةفي حرب عبثية يخوضها ويمولها الغرب الإمبريالي، لكن المقاومة الفلسطينية تسجل بطولة أسطورية استثنائية.
عقيدة الصهاينة هي القتل والترهيب، أما عقيدة المقاومة المشروعة فهي الدفاع عن الأرض والسكان الأصليين والقضية العادلة. لقد فشلت عقيدة كيان الاحتلال الهمجية خلال تجارب عدة، لكنه لم يتعلم الدرس بسبب غطرسة قيادته ومن يقف خلفها، وأوهامهم حول القدرة على شل حركة المقاومة المشروعة.
عملية طوفان الأقصى
طوفان الأقصى
إسرائيل
الإبادة الجماعية في غزة
غزة
فلسطين
فلسطين المحتلة
لبنان
بيروت