تناولت صحف عربية عملية هروب ستة فلسطينيين من سجن جلبوع شديد الحراسة في شمالي إسرائيل، فجر الاثنين، عبر نفق حفروه.
وكان المعتقلون الستة في نفس الزنزانة، وهربوا عبر نفق نجحوا في حفره على مدى عدة أشهر.
ويصف بعض المعلقين الهروب بأنه “إنجاز” أو “معجزة”،بينما شدد آخرون على أن العملية مثلت “ضربة قاضية لهيبة إسرائيل” من الناحية الأمنية والتكنولوجية.
“نجاح العملية يشبه المعجزة”
تحت عنوان “نفق الحرية والقدوة الحسنة”، وصفت “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها الهروب بأنه يمثل انتصارا على “سلطات احتلال عسكري واستيطاني وعنصري هو الأسوأ همجية على مدار التاريخ، وبعثوا إلى شعبهم برسالة بسيطة ولكنها عظيمة الأثر وعميقة المعنى بأن القيود آيلة إلى زوال طال الزمن أم قصر”.
وتضيف الصحفية: “هذا الفعل البطولي يؤكد أن الكيان، الذي ينتج ويصدّر أعقد أجهزة التنصت والاستخبار والتجسس إلى مختلف الأنظمة شرقا وغربا، فشل في التنبه إلى أمتار قليلة من نفق حُفر بأناة ودأب وذكاء ليعيد إلى الأسرى الحق في الحياة والانعتاق من أحكام المؤبد المضاعفة الجائرة”.
تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة
مواضيع قد تهمك
ويشدد محمد عايش في الجريدة ذاتها على أن العملية “تُشكل محطة فاصلة ومنعطفا مهما في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وسوف تظل عملية مذكورة ومدروسة”.
ويضيف الكاتب: “خلاصة هذه العملية هو أن الشعوب – ومنها الفلسطينيون- لا يُمكن أن تقهرهم آلة القمع ولا آلة التخويف العسكرية، وأن لدى المناضلين إرادة ليس بمقدور السجّان أن يكتشفها ولا أن يختبرها، وأن الاحتلال لا يمكن أن يعيش في رخاء الى الأبد، بل لا بد من يوم ينتهي فيه، وأن من يعيشون خلف القضبان لا بد لهم من الحصول على حريتهم، ولدى الشعب الفلسطيني القدرة على ابتكار الطرق الجديدة كل يوم للتحرر”.
وتحت عنوان “الهروب الكبير”، يقول تميم منصور في “رأي اليوم” اللندنية إن نجاح العملية “يؤكد أن الحرية لا توقفها القضبان والحراس والكاميرات وتعذيب السجان، نبض الحرية أقوى من الجدران المصفحة وحلم الإنسان بالحرية يبقى أهم شيء في حياته، هذا الذي تحاول السلطات الاحتلالية انكاره على الفلسطيني”.
كما تصف أخبار اليوم اللبنانية في افتتاحيتها أن “نجاح العملية يشبه المعجزة… معجزةٌ لا تفتأ الأرض الوفيّة لأصحابها تُجدّدها، مُخرجةً من باطنها، في كلّ حين، عيداً للفلسطينيين ولكلّ من يناصرهم حول العالم”.
“ضربة قاضية لهيبة إسرائيل”
وتحت عنوان “ثقب الهيبة يتوسع”، يقول يحيي دبوق في “الأخبار” اللبنانية: “ما جرى يمكن أن يشجّع الآخرين على عمليات تحرّر مماثلة، وفي ذلك تحد كبير جدا لتل أبيب وأمنها وهيبتها، التي باتت مثقوبة جراء الأحداث المتكررة في الفترة الأخيرة”.
كما يؤكد عبدالباري عطوان في مقال بعنوان “ضربة قاضية لهيبة المشروع الصّهيوني ومنظومته الأمنية” في “رأي اليوم” اللندنية أن العملية “حقّقت جميع أهدافها العسكرية والأمنية والنفسية، وسجلت انتِصارا كبيرا ومذلًّا لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، بغض النّظر عن التبعات التي يمكن أن تترتب عليها”.
وتحت عنوان “صفعة للاحتلال”، يقول جلال عارف في “الأخبار” المصرية: “عملية الهروب من سجن جلبوع تصفع كل إجراءات الأمن الإسرائيلية”.
ويضيف الكاتب: “الأسرى الفلسطينيون فى سجون الاحتلال يعيشون فى ظروف سيئة للغاية، وهم تحت الرقابة الدائمة لأربع وعشرين ساعة فى اليوم، وكاميرات الرقابة فى كل مكان، واجراءات التفتيش المستمر لا تسمح بوجود أى شىء يمكن أن يساعد فى الهروب”.
ويقول محمد عايش في “فلسطين أونلاين” إن العملية “تُشكل اختراقا مهما لأحد أكثر الأنظمة الأمنية تحصينا في العالم، إذ تشكل ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية”، مشددا أنه “أمر أشبه بالمعجزة أو الأسطورة”.
كما يؤكد ياسر برهوم في “الحياة” الفلسطينية: “أقل ما يقال عن نجاح الأسرى الستة بالهروب بأنه مثل إخفاقا وفشلا كبيرا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية”، مضيفا أن “ما قام به الأسرى الفلسطينيون الستة هو معجزة”.
المصدر: بي بي سي