أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم السبت، أنّ أكثر من 1300 مجزرة ارتكبها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة. وفي أحدث إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد الشهداء أكثر من 12300 شهيد، بينهم أكثر من 5000 طفل، و3300 امرأة، فيما زاد عدد الإصابات عن 30000 إصابة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء. وأكّد المكتب خروج 25 مستشفىً و52 مركزاً صحياً عن الخدمة نتيجة استهداف “جيش” الاحتلال للمستشفيات بشكل خاص. وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة جميع من كانوا في مجمع الشفاء الطبي من مرضى وجرحى وأطفال خُدَّج وطواقم طبية. كما طالب بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الطبية والإمدادات وإدخال الوقود لهذه المستشفيات في إطار إعادة تشغيلها وعودتها إلى العمل. يأتي ذلك بعدما أجبر الاحتلال المواطنين والمرضى والطواقم الطبية في مجمّع الشفاء الطبي على إخلائه قسراً، وحوّله إلى ثكنة عسكرية مغلقة. وقالت وزارة الصحة في غزة إنّ الأطفال الخدّج لا يزالون في الحضانات داخل مستشفى الشفاء، ومعهم عشرات المرضى والمصابين. حمدان: الاحتلال يستهدف مجمع الشفاء نتيجة فشله الأمني وفي السياق، أكّد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ 43% من الشهداء هم من أبناء جنوبي غزة، مشدداً على أنّ “الاحتلال لا يفرّق بين شمال وجنوب”. وأوضح حمدان، خلال مؤتمر صحافي في بيروت، أنّ “الاحتلال يرتكب المزيد من القتل والدمار في مجمع الشفاء الطبي نتيجة فشله الأمني والعسكري وهزيمته النفسية”. وأشار إلى “إخلاء الاحتلال المرضى في مجمع الشفاء قسراً وإجبارهم على السير على الأقدام لمسافة طويلة، ومن بينهم جرحى وعجزة، وأيضاً نبش المقابر الجماعية”، مضيفاً أنّ “36 من الأطفال الخدج لا زالوا في المستشفى وعائلاتهم لا تعرف شيئاً عن مصيرهم”. وأوضح حمدان أنّ “القسام أعلنت سابقاً نقل أسرى الى المستشفيات للعلاج نتيجة العدوان، وخاطر المقاومون بسلامتهم لتقديم العلاج لهؤلاء الأسرى”. وقال إنّ “ما جرى في مستشفى الشفاء هو حلقة من حلقات الإجرام التي تمثل قعر الانحطاط الإنساني والأخلاقي”، محمّلاً الإدارة الأميركية والمتواطئين والصامتين المسؤولية بالشراكة الكاملة عن هذه الجرائم في المستشفى. وأضاف: “قرار شعبنا ومقاومتنا حاسم في رفض مخطط التهجير وكل مخططات العدو”، مشيراً إلى أنّ “هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين لا يزالون في شمال القطاع”. وبالنسبة لما يحكى عن إدارة غزة، شدد حمدان على أنّ “الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل بوصاية من أي كان، ولن نغادر الميدان”. وبيّن أنّ “الاحتلال يُمعن في سياسة التجويع والعقاب الجماعي، إذ إنّ يدخل إلى قطاع غزة من مواد غذائية لا يتجاوز 10% من الاحتياجات”، مؤكّداً أنّ “السكوت لا يعني استمرار القتل وحسب،ـ بل يعني التهديد للسلم الإقليمي والدولي على يد احتلال منفلت من كل القوانين”. بدورها، أكّدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يشنّ “حرباً على كل المستشفيات في غزة”، مشددةً على أنّ ذلك يُمثّل “إبادة جماعية”. ولفتت الكيلة إلى أنّ “إخلاء مستشفى الشفاء تم بقوة السلاح”، غير مستبعدةً قيام الاحتلال بتفجير المستشفى. وأوضحت الوزيرة الفلسطينية أنّ “جيش” الاحتلال حوّل “مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية”، داعيةً إلى “حماية الطواقم الطبية في قطاع غزة”. مجازر جديدة ويواصل الاحتلال قصفه العنيف على قطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والمستشفيات والمدارس التي تأوي لاجئين، في المناطق كافة. في هذا السياق، أفاد مراسل الميادين في غزة بوصول عشرات الشهداء والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي من جرّاء استهدافات الاحتلال المتفرقة للمدنيين في خان يونس جنوبي القطاع. ونقل مراسلنا وصول 15 شهيداً إلى مستشفى ناصر في إثر استهداف الاحتلال منزلاً في محيط مدينة حمد السكنية غربي خان يونس، مشيراً إلى ارتقاء شهداء وجرحى أيضاً في قصف الاحتلال منزلاً وسط المخيم. وقد وصل عدد كبير من الإصابات نتيجة قصف الاحتلال منزلاً قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس. كما استهدف الاحتلال بغارة من الطيران الحربي منزلاً في النصيرات وسط قطاع غزة. وأيضاً، ارتقت شهيدة وجرح آخرين بغارة إسرائيلية على جمعية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وسط مخيم البريج وسط القطاع. وفي جباليا، يواصل الاحتلال إطلاق قنابل فسفورية على المخيم، ما أدّى إلى تصاعد الدخان في المنطقة، فيما نقل مسؤول في وزارة الصحة ارتقاء 32 شهيداً من عائلة واحدة بينهم 19 طفلاً في غارة استهدفت منزلاً في المخيم. ونقل مراسل الميادين أنّ طائرات الاحتلال دمّرت مربعاً سكنياً جديداً في شارع الهوجا بمخيم جباليا ما أدى إلى مجزرة جديدة، كما استهدف الاحتلال منزلاً في بلوك 7 في مخيم البريج وسط قطاع غزة. كذلك، شنّ الاحتلال غارات جديدة شمالي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. في حين ارتفعت حصيلة مجزرة الفاخورة إلى 200 شهيد وجريح. اقرأ أيضاً: مجزرتان مروعتان شمالي غزة.. شهداء في عدوان على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر حصار خانق وبالتوازي مع قصف الاحتلال الهمجي للقطاع، فإنّه يُمعن في تضييق حصاره على أهالي غزة بمنعه دخول الماء والغذاء والدواء والاحتياجات الحياتية الضرورية إلى القطاع. وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيليب لازاريني، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافقت، بعد أسابيع طويلة من التأخير، على نصف الحد الأدنى فقط من الاحتياجات اليومية من الوقود للعمليات الإنسانية في غزة. وأكّد لازاريني أنّ ذلك “غير كافٍ لتغطية احتياجات محطات تحلية المياه ومضخات الصرف الصحي والمستشفيات ومضخات المياه في الملاجئ وشاحنات المساعدات وسيارات الإسعاف والمخابز وشبكات الاتصالات للعمل دون انقطاع”. وأوضح أنّه “بدون كمية كافية من الوقود، لن يحصل الناس إلاّ على ثلثي احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب النظيفة، وستستمر مياه الصرف الصحي في غمر أجزاء كبيرة من غزة، ممّا يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض”. وتابع: “نحن مضطرون للتعامل مع عدد أقل من شاحنات المساعدات التي تعبر يومياً إلى رفح”، في حين أنّه “لا ينبغي أن تضطر المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ قرارات صعبة بين الأنشطة المتنافسة المنقذة للحياة”. ودعا لازاريني إلى توصيل الوقود الكافي والمنتظم وغير المشروط لمواصلة جميع أنشطة الوكالة الحيوية المنقذة للحياة في قطاع غزة، مشدداً على أنّ المساعدات الإنسانية “لا يمكن أن تكون مشروطة، ويجب ألاّ تستخدم لتحقيق أجندات ومكاسب سياسية أو عسكرية”.
المصدر الميادين