موقع مصرنا الإخباري:
كان نابليون بونابرت (1769- 1821) رجلا مثقلا بالأحلام، راغبا فى جعل هذه الأحلام واقعية، كان به ذكاء فطريَّا ويمتاز بكونه يسبق الآخرين دائما بخطوة.
وأنا تشغلنى شخصية نابليون بونابرت، بالطبع لا أدعى أننى أفهمه، ولكن كثيرا ما أمنح نفسى الوقت لتأمل سلوكه، لقد جاء نابليون فى زمن صعب زمن صاخب، فعندما اندلعت الحملة الفرنسية فى سنة 1789 كان هو فى العشرين من عمره، حيث وجد نفسه فى مواجه ثورة تقول بالمساواة والحرية، وهو يعرف جيدا أن هذه الشعارات خطيرة جدا وأنه حتما سيكون لها ضحايا، وان دوره الأول ألا يكون ضحية.
لقد كان نابليون بونابرت يعرف أن الثورات ليست احتفاليات وأن الدم سوف يلطخ شوارع باريس وأن المقصلة ستصبح أكثر الكلمات تداولا، عرف ذلك بسبب اطلاعه على كتب التاريخ والأدب، كان مهتما بها بصورة لافتة، هذا الاطلاع جعله يعرف جيدا أى جانب يجب أن يقف فيه الآن، وعلمه كذلك ألا يحرق مراكبه تماما لأنه قد يحتاجها فى وقت من الأوقات.
ربما كانت الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 والتى قادها بنفسه حاشدة بالإشارات الدالة على شخصيته وقدرته على التعامل مع الآخرين، كيف درس شخصية المصريين والشرق أجمع، كيف كان الدين هو الباب الرئيسى لدخوله مصر، كل ذلك يشير لذكاء نابليون وأنه يستحق أن يصبح بعد سنوات قليل إمبراطور فرنسا.
الشيء الوحيد الذى أستغربه كيف أن نابليون خانه ذكاؤه فى سنة 1812 وقرر أن يذهب ليحتل روسيا فانهزم ومن بعدها لم تقم له قائمه رغم محاولاته الكثيرة.