لحظات تاريخية يعيشها ميسي أسطورة الأرجنتين مع منتخب بلاده بعدما رقص التانجو وصعد لأول مرة منصة التتويج بقميص منتخب بلاده الذى فاز بلقب كوبا أمريكا، تلك البطولة التى طالما استعصت على أفضل لاعب فى العالم الذى اعتاد خسارة النهائيات، سواء فى 2007 أمام البرازيل بثلاثية بنهائى كأس العالم، و2015 و2016 ضد تشيلي مرتين بركلات الترجيح في الكوبا، إلا أن تلك المرة أنصفته الساحرة المستديرة ليحقق ما عجز عنه أسطورة البرازيل بيليه، والأرجنتين مارادونا واللذين لم يسبق لهما معانقة لقب كوبا أمريكا رغم فوزهما بكأس العالم، ليبقى 11 يوليو يوماً خالداً فى أذهان عشاق التانجو بجميع أنحاء العالم وليس ميسي فقط.
لحظة بكاء ميسي بعد انتهاء مباراة البرازيل والأرجنتين ومشاهد الفرحة الهستيرية التي تعيشها الجماهير تلخص ذلك الإنجاز الذى حققته كتيبة سكالونى، خاصة بعد الضغوط التى تعرض لها ليونيل ميسي، سواء من الجمهور الذى طالما عقد مقارنات بينه وبين مارادونا مطالباً إياه بتحقق بطولة للمنتخب، أو وسائل الإعلام وانتقاداتها لنجم برشلونة ووصفه بالتخاذل مع منتخب بلاده والنحس الذى يلازمه مع راقصى التانجو خاصة فى النهائيات، الأمر الذى وضعه تحت ضغوط كبيرة وجعل الفوز بكوبا أمريكا 2021 إنجازا تاريخيا أيضا لهذا الجيل، لتصعد تلك الجماهير نفسها بطموحاتها عنان السماء مطالبة نجم منتخب بلادها بكأس العالم.
ليلة ميسي التاريخية لم تتوقف عند التتويج بكأس كوبا أمريكا، وإنما استحوذ النجم الأرجنتينى على الجوائز الفردية، حصد “الرغوث” جائزة أفضل لاعب فى البطولة، وأفضل هداف، وأفضل صانع للأهداف، فضلا عن أنه أكثر من فاز بجائزة رجل المباراة.
إنجاز ميسي تمثل فى إنهاء 28 عاماً من الجفاف مع المنتخب بالتتويج بالألقاب القارية، على الرغم من تتويجه بكأس العالم تحت 20 سنة عام 2005، وذهبية أولمبياد بكين 2008، فضلاً عن تحقيقه 36 لقباً، بينها أربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا وعشر دوريات، وست كرات ذهبية، إلا أن “كوبا أمريكا” وإسقاط منتخب البرازيل على أرضه له مذاق خاص للأرجنتينيين، خاصةً بعدما تعرض البرغوث للعديد من الاتهامات بالتخاذل وعدم تقديم نفس الأداء الذى يظهر به مع برشلونة الإسباني وفوزه بالألقاب، ليصبح ميسي بحاجة إلى كأس العالم فقط لاستكمال سلسلة أرقامه الأسطورية والوصول إلى مجد لم يسبقه غيره، فهل يتمكن البرغوث من تحقيق هذا الرقم مع اقتراب مونديال 2020، هذا ما تطمح له الجماهير فى جميع أنحاء العالم وليس الأرجنتينيين فقط.
بقلم صابر حسين