حذر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني من أن الإمارات تحشد تحالفاتها الإقليمية خاصة تحالفها مع كل من إسرائيل والهند ضد المملكة العربية السعودية في ظل التنافس الشديد بين أبوظبي والرياض.
وذكر الموقع أن المنتدى الاقتصادي الرباعي الذي تم تأسيسه مؤخرا بعضوية الإمارات وإسرائيل والهند إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية يسعى للضغط على السعودية والصين.
واعتبر أن الصين والسعودية هما هدفا التحالف الجديد المتمثل بالمنتدى الرباعي في ظل السعي لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتها مع إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن إطلاق المنتدى يظهر أن الكفاح من أجل القضية الفلسطينية أصبح شبه منسي؛ فرغم إعلان المسؤولين الأمريكيين أن اتفاقيات إبراهيم لن تحل محل تسوية تفاوضية، إلا أن الردود الفاترة لواشنطن بشأن بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في فلسطين تظهر عكس ذلك.
وتوقع الموقع البريطاني أن يدفع التحالف الجديد الصين وإيران وباكستان وتركيا إلى زيادة التعاون الاقتصادي والأمني فيما بينها.
وتعتبر إسرائيل أكبر موردي الأسلحة للهند، بينما تؤدي الإمارات دورا حيويا لأمن الطاقة في الهند، وتستضيف ملايين العمال الهنود الذين يساهمون بشكل كبير في تدفقات التحويلات النقدية إلى الهند.
وعززت دول الرباعي مؤخرا التعاون في التجارة والاستثمار، وأبدت دعما قويا بعضها لبعض في القضايا السياسية الحاسمة.
وفي وقت سابق من هذا العام، حاولت الإمارات نزع فتيل التوترات بين الهند وباكستان، ووقّعت دبي مؤخرا اتفاقية مع دلهي لتطوير البنية التحتية في كشمير، تشمل أبراج تكنولوجيا المعلومات ومراكز لوجستية ومستشفى.
ويرتبط تشكيل الرباعي الجديد بسياسة احتواء الصين التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، حيث بدأت واشنطن تتصدى بنشاط لصعود الصين على العديد من المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، في ظل سعي بكين لتعزيز علاقاتها مع الإمارات وإسرائيل.
وتهدف واشنطن من خلال هذا التحالف الجديد إلى إبعاد كل من أبوظبي وتل أبيب عن بكين.
أما الهند فإنها يحركها الدافع نفسه، بحسب التقرير، الذي أشار إلى تأزم العلاقات بين بكين ودلهي، خاصة بعد المواجهة الحدودية السنة الماضية.
فضلا عن ذلك، مثّل فرار الرئيس الأفغاني السابق “أشرف غني” إثر استيلاء “طالبان” على السلطة نكسة كبيرة لمصالح الهند في أفغانستان، بينما أعطى باكستان مجددا مكانة بارزة في البلاد. ويعتبر هذا الحدث دافعا آخر شجع دلهي على البحث عن تشكيل تحالفات جديدة.
وبما أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تمثلان مراكز تكنولوجية قوية، فإن ذلك يجعل منهما شريكين مهمين بالنسبة للهند.
في الوقت نفسه، سيزيد التحالف الجديد الضغط على السعودية لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتها مع إسرائيل.
واختتم الموقع البريطاني تقريره بالإشارة إلى أن “الشكل الذي سيتخذه التحالف الجديد بين الهند وإسرائيل والإمارات وأمريكا لا يزال غير مفهوم بعد، لكن من الواضح أنه يمثل بداية مرحلة جديدة من السباق الاقتصادي العالمي”.