موقع مصرنا الإخباري:
لا يمضى يوم إلا ونسمع فيه عن جريمة قتل زوجة لزوجها أو زوج لزوجته، والأسباب جميعها “تافهة”، لا تستدعى إراقة الدماء، لكنها دعت إلى ذلك بالفعل، وفى النهاية ذهب أحدهما إلى مثواه الأخير، والآخر إلى خلف الأسوار، والضحية هم الأبناء، أو عائلتيهما الذين يعيشون بحسرتهم على فقيدهم.
وكل ذلك يجعلنا نتساءل: لماذا وصل بهم الحال إلى هذه الدرجة؟ لماذا نزعت من قلوبهم الرحمة؟ لماذا لا يفكرون فى أبنائهم الذين سيدفعون ثمن ما فعله آباؤهم أو أمهاتهم؟ والإجابة هى أنهم جهلاء بدينهم الذى حرم القتل، ففى الإسلام تم تحريمه نهائيًا، حيث من يقتل يلقى العذاب الشديد وجهنم ولعنة وغضبًا من الله، ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” النساء (93)، وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن ارتكب هذا الذنب العظيم، الذي هو مقرون بالشرك بالله.
كما نجد فى العهد القديم النهى عن القتل من خلال الوصايا العشر، ففى العهد القديم نقرأ: “لاَ تَقْتُلْ” (الخروج 13:20)، وفي العهد الجديد نقل عن نبي الله عيسى تأكيده لحرمة القتل ولحد القتل، فنقرأ في العهد الجديد: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ” (متى 21:5)، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد في العهد القديم، بل حرم نبي الله عيسى ما يؤدي إلى ارتكاب الجريمة، وهو الغضب واعتبره مستوجبًا لحد القتل.
علينا فهم ديننا بشكل صحيح وألا يكون نهاية الحياة الزوجية إذا استحالت هو القتل، فإذا استمرت الأمور على هذه الوتيرة فسيتحول المجتمع إلى سفاحين يجعلون وطنهم بركة للدماء وعشوائية وفوضى، فنحن في بلد قانون يعطي للزوجة أو الزوج حق إنهاء العلاقة والخروج بأقل الخسائر الممكنة لإنقاذ الأسر.
على الزوج والزوجة أن يؤمنا مستقبلًا أفضل لأولادهما ولا يكونان هما السبب في ضياع حياتهم، ولا يصبحان وصمة عار تلازمهم مدى الحياة، فإنهاء حياة أي منهما على يد الآخر كأنهما يطعنان أولادهما بنفس السلاح، فعلى الزوجين أن يستكملا حياتهما، فإما أن يستمر الوضع على ما هو عليه أو على المتضرر اللجوء إلى القضاء، وفي جميع الحلول مأمن للأبناء ولأنفسهم.
كما يجب أن نتمتع بالصبر والحنكة، فإذا شعر أي من الزوجين أن المشاجرة تزداد وتشتعل، فعلى أحدهما الانسحاب على الفور وتجنب الأزمة حتى تهدأ الأمور، ولا يتطور الأمر إلى حد القتل، ومراعاة عدم حدوث النقاش أمام الأبناء حتى يصبحوا أسوياء داخل مجتمعهم غير معقدين، فكيف يمكن أن يتحولوا إلى أيتام بواسطة الأب أو الأم! فرفقًا بشباب المستقبل ورفقًا بأنفسكم ورفقًا بعائلاتكم.
بقلم أحمد منصور