قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن قطاع غزة أصبح منطقة موت، وإن الوضع الصحي والإنساني في القطاع مستمر في التدهور، ودعا لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للسكان. وتساءل تيدروس خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في جنيف “في أي عالم نعيش عندما لا يمكن للناس الحصول على الغذاء والماء، أو عندما لا يتمكن أشخاص عاجزون حتى عن المشي من الحصول على الرعاية؟” وأعرب عن استنكاره لاستهداف المنشآت والطواقم الطبية في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، وقال “في أي عالم نعيش عندما تتعرض الطواقم الطبية لخطر القصف أثناء قيامها بعملها؟ في أي عالم نعيش حين تضطر المستشفيات إلى إغلاق أبوابها لافتقارها للكهرباء والدواء لإنقاذ المرضى، ولأنها أصبحت أهدافا للجيش الإسرائيلي؟” وأشار إلى أن “قطاع غزة أصبح منطقة موت حيث دُمّر جزء كبير من الأراضي، وقُتل أكثر من 29 ألف شخص، وفُقد كثيرون آخرون يفترض أنهم ماتوا، وأصيب عدد كبير جدا بجروح”. وحذر مدير منظمة الصحة من أن مستويات سوء التغذية الحاد في قطاع غزة ارتفعت بشكل كبير، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع ووقف القصف الإسرائيلي، والسماح بوصول المساعدات للمحتاجين إليها، وأكد ضرورة أن تسود الإنسانية بدل القتل. مجمع ناصر الطبي وأشار تيدروس إلى أن منظمة الصحة نفذت مع شركائها عمليات طارئة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وأكد أن نحو 130 مريضا وما لا يقل عن 15 طبيبا وممرضا مازالوا في المستشفى الذي تفرض عليه القوات الإسرائيلية حصارا وتشن عليه هجمات متلاحقة. وأوضح أن وحدة العناية المركزة في المستشفى لم تعد تعمل، وأن منظمة الصحة تساعد في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى. وكان المتحدث باسم الصحة العالمية طارق جاساريفيتش أعلن الثلاثاء الماضي أن المنظمة نفذت مهمتين يومي 18 و19 فبراير/شباط الجاري جرى خلالهما نقل 32 مريضا بحالة حرجة، بينهم طفلان، من مجمع ناصر الطبي في خان يونس. وأوضح جاساريفيتش -خلال مؤتمر صحفي- أن المهمتين كانتا عاليتي الخطورة، ونفذتا بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ومنذ بداية عدوانه على قطاع غزة المتواصل منذ نحو 5 أشهر، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية ضد المنظومة الصحية في قطاع غزة، ويستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية في القطاع. وقد صعد مؤخرا استهدافه لمستشفيات خان يونس، حيث حاصر مجمع ناصر الطبي لأسابيع قبل اقتحامه خلال الأيام الماضية وإجبار آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج منه كما أجبر النازحين على مغادرة مستشفى الأمل الطبي بالمدينة الذي كانوا يحتمون به من القصف الإسرائيلي. وقالت وزارة الصحة في غزة -الخميس الماضي- إن الجيش الإسرائيلي حوّل مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية بعد مداهمته، في حين كذّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ادعاءات الاحتلال بوجود أسرى محتجزين داخل المجمع. وأكدت الوزارة في بيان أن الاحتلال يستهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين، ويجرف المقابر الجماعية داخل المجمع، كما يجبر من تبقى من النازحين وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من المجمع تحت القصف والتهديد.
المصدر : الفرنسية + وكالة الأناضول