موقع مصرنا الإخباري:
تجاهل المطبعون في المغرب أن التسامح وكرم الضيافة يستبعد من اصطف مع المؤسسة الصهيونية لسرقة ممتلكات الفلسطينيين والتجنيد في جيشها لقتلهم.
يعتقد بعض “المطبيعين” والصهاينة المغاربة أن المغرب قد حقق إنجازا كبيرا عندما وقع “ميثاق أبراهام”، المعروف أيضا باسم “صفقة القرن”، في 22 ديسمبر 2020. ورأوا أنه من خلال الإذعان لإرادة والولايات المتحدة الأمريكية، ستفتح كل الأبواب، وتعترف أغلبية دول العالم بمطالبة المغرب بالصحراء، على غرار ما قام به ترامب في الأيام الأخيرة من رئاسته.
لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل منذ التوقيع.
وما شهدناه هو تدفق صهيوني غير مسبوق إلى المغرب، باتجاه الجمعيات الأهلية والهيئات السياسية ومجلس النواب والمجموعات المنتخبة، والعديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والفلاحة والصناعة والثقافة والنقل والمياه والتعليم، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية. كما لاحظنا زيادة كبيرة في أعداد السياح القادمين من الكيان الصهيوني. وكانت الزيارات الرسمية على مستوى عال، وكان نتنياهو يروج لزيارته للمغرب في ذكرى “المسيرة الخضراء” في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومن أجل التلاعب بالعقول، انتشرت دعاية في جميع أنحاء البلاد مفادها أن المغرب بلد التسامح وأن “الإسرائيليين” من أصل مغربي هم أصدقاؤنا الذين يجب أن نرحب بهم بأذرع مفتوحة.
وتغافلوا عن أن التسامح وكرم الضيافة لا يشمل أولئك الذين اصطفوا مع المؤسسة الصهيونية لسرقة ممتلكات الفلسطينيين وانضموا إلى جيشها لقتلهم. ويستحق هؤلاء الأشخاص الملاحقة القضائية إذا ارتكبوا جرائم، ويجب إسقاط جنسيتهم المغربية بموجب قانون 1958.
خلال السنوات الثلاث الماضية، أقيمت مصانع “إسرائيلية” على الأراضي المغربية، وتم إبرام صفقات عامة وخاصة، وتسليم الأراضي الزراعية، ومحاولة توأمة مدينة فاس مع مستوطنة صهيونية، والتعاقد مع جامعتين “إسرائيليين” “الجامعات، فُتحت الأبواب أمام هجرة العمالة المغربية إلى الكيان، وجاءت الفرق الفنية الصهيونية للغناء والرقص.
كل شيء سار بما يرضي “الحليف” الجديد… حتى 7 أكتوبر وعملية فيضان الأقصى…
سقط القناع، وبدا الكيان هشاً كشبكة العنكبوت مع انهيار وظيفته الأمنية/الاستخباراتية التي من أجلها أُنشئ لخدمة الهيمنة الإمبريالية الأميركية المستدامة في المنطقة.
وكانت ضربة قاسية لمشروع «الشرق الأوسط الجديد» و«اتفاقيات إبراهيم».
لقد أعاد العدوان الهمجي على غزة إلى ذاكرتنا أن المشروع الصهيوني في فلسطين كان يقوم على القتل و”التطهير العرقي” وطرد الفلسطينيين من وطنهم.
إن هذه الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد السكان المدنيين العزل في غزة، والتي مستمرة منذ 116 يوما، ما هي إلا استمرار للقتل الممنهج لإفراغ الأرض من سكانها، كما تمارسه الميليشيات الصهيونية منذ عام 1948.
ومن وجهة نظر نتنياهو ونظرائه، فإن الظروف مهيأة لتسريع “التطهير العرقي”، والمواجهة الدائرة الآن هي إحدى حلقات قيام “إسرائيل الكبرى” من النهر إلى البحر، “ضم القدس الشرقية”، وبناء “الهيكل” على أنقاض المسجد الأقصى.
وهذا يعني استكمال المشروع الصهيوني/المسيحاني بمشاركة معظم زعماء الغرب والمحافظين الجدد والصهاينة المسيحيين. كلهم يشكلون قوى الظلام المختبئة خلف ستار “الحضارة والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية”، ويشاركون بلا خجل في إبادة الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والمرضى والأطباء والصحفيين والأمم المتحدة. الموظفين والأساتذة، وفي القضاء على عائلات بأكملها كأنهم ذباب.
لكن القوة النارية ضد المدنيين العزل ليست حاسمة في تحقيق الأهداف الصهيونية الأميركية، فمن ينتصر في المعركة على الأرض هو من سيفرض الحل.
ومع تراكم هزائم الجنود الصهاينة، نلاحظ تراجع طموحات نتنياهو – بايدن. ومن القضاء على المقاومة والتهجير القسري إلى سيناء، أصبح الهدف إنشاء “مناطق عازلة” على الحدود وتنفيذ “عمليات جراحية” داخل غزة. وهذا يعني أن الجيش الصهيوني يستعد للانسحاب، كما فعلت فرقة جولاني التي هزمتها المقاومة الفلسطينية من قبل.
وبناء على تجارب الماضي فإن الشعب الفلسطيني لن يقبل بـ “حل الدولتين” الذي هو خدعة لكسب الوقت لصالح الاستيطان والاستيلاء الكامل على القدس والمسجد الأقصى، ولن يقبل به.ولا نقبل تقاسم فلسطين مع كيان عنصري توسعي.
كما أنهم لن يقبلوا العيش في ظل نظام الفصل العنصري في دولة واحدة.
وستنتهي هذه الحرب حتماً بانهيار المشروع الصهيوني، وهو مشروع من المستحيل أن يتوافق مع عالم اليوم لأنه يقوم على “القومية العرقية” وبالتالي إما على التطهير العرقي أو التمييز العنصري، وهما من أنماط الاستعمار البائد. الماضي، وكلاهما كسرته المقاومة الصلبة للشعب الفلسطيني.
الحل لن يكون إلا من خلال إقامة دولة واحدة، من النهر إلى البحر، مع حق العودة للفلسطينيين في المنفى، والمساواة لجميع المواطنين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
لقد حان الوقت للحكومة المغربية أن تسأل ماذا تريد ومن هم حلفاؤها.
ولم يعد من الممكن البقاء متفرجا، في انتظار اتخاذ موقف عند نهاية الحرب.
إن الشعب المغربي بكافة مكوناته يقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية ويطالب بصوت واحد الحكومة المغربية بإنهاء “اتفاقيات إبراهيم” وقطع كافة العلاقات مع الكيان المجرم والعودة إلى الصف العربي الإسلامي الموحد لمساندة الشعب المغربي. المقاومة الفلسطينية.
ولن يكون للمغرب مستقبل حر بوحدة أراضيه إلا من خلال وحدة الصف العربي الإسلامي لدعم المقاومة الفلسطينية والتحرر من الهيمنة الإمبريالية.
قطاع غزة
اتفاقيات التطبيع
فلسطين المحتلة
المغرب يطبيع علاقاته مع إسرائيل
عملية طوفان الأقصى
فلسطين
إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلي
المغرب
غزة
تطبيع العلاقات مع إسرائيل
اتفاقات ابراهيم
مغاربة ضد التطبيع