“مقابر الأرقام” و”ثلاجات الاحتلال”.. إسرائيل تحتجز جثث الفلسطينيين
رصد مركز فلسطيني احتجاز الاحتلال الإسرائيلي جثامين مئات الفلسطينيين، الذين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال، أو داخل سجونه، أو إثر القصف خلال الحرب على غزة.
آلاف الجثامين
قال غازي المجدلاوي، مدير وحدة البحث في المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا، في تصريحات خاصة لموقع “القاهرة الإخبارية”، “إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين نحو 1500 فلسطيني، من بينهم 673 جثمانًا موثقًا، محتجزين في “مقابر الأرقام” و”ثلاجات الاحتلال”.
وأشار “المجدلاوي” إلى “أن هذه الجثامين تشمل ضحايا منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى ضحايا جدد آخرهم من مخيم الفارعة في الضفة الغربية قتلهم الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء الماضي”.
تعذر معرفة الهوية
وعن كيفية التعرف على الجثث، ذكر المجدلاوي: “إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول فحوصات الـDNA إلى قطاع غزة الذي يمكن من خلاله معرفة هوية الشهداء، وبناءً عليه لا يمكن للأهالي التعرف على جثامين ذويهم إلا من خلال ملابسهم وبعض المقتنيات التي تكون بحوزتهم”.
تهديد ترامب
والليلة الماضية، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهديدًا مباشرًا لحركة حماس عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”، مطالبًا بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين وإعادة جثث القتلى، وحذّر من عواقب وخيمة حال عدم الامتثال.
وكتب ترامب: “شالوم حماس، يمكنكم الاختيار، أطلقوا سراح جميع المحتجزين في غزة الآن، وليس لاحقًا، وأعيدوا فورًا جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فسينتهي أمركم”، مضيفًا: “فقط الأشخاص المرضى والمنحرفون يحتفظون بالجثث”.
ازدواجية أمريكية
وتعليقًا على تصريح ترامب، تساءل المركز الفلسطيني في بيان له: “إذا كان هذا هو الموقف الرسمي الأمريكي تجاه احتجاز الجثامين، فلماذا لا يتم تطبيق المعيار نفسه على إسرائيل التي تحتجز مئات الجثامين منذ عقود؟”
وشدد المركز الفلسطيني على أن هذا التناقض الفاضح في المواقف يؤكد الانحياز الممنهج للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الضحايا الفلسطينيين.
وأكد المجدلاوي أن هذه الجريمة موقف دولي متخاذل، إذ يتم التغاضي عن انتهاكات إسرائيل الصارخة للقانون الدولي، في الوقت الذي يتبنى فيه المجتمع الدولي خطابًا مختلفًا عند تناول قضايا أخرى.
قاعدة موثقة
وذكر “المجدلاوي” أن المركز يعمل على توثيق شامل للمفقودين والمخفيين قسرًا، والسعي لإنشاء قاعدة بيانات رقمية دقيقة تتضمن المعلومات المتعلقة بالمفقودين وأماكن وظروف اختفائهم.
وكذلك يهدف المركز الذي تم إنشاؤه مؤخرًا بعد وقف إطلاق النار في غزة، إلى العمل على الوصول لذوي المفقودين وجمع إفادات شهود العيان وأفراد العائلة وإعداد قصص إنسانية وتوثيق هذه الحوادث.
دعم أهالي الضحايا
ويسعى المركز إلى تقديم الدعم القانوني لذوي المفقودين، وتحديد مسارات التحرك القانوني وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي المسؤول عن هذه الجرائم من أجل الكشف عن مصير المخفيين قسرًا وتعويضهم.
وإضافة إلى التعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية للضغط نحو فتح تحقيقات عادلة، يسعى المركز إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي لعائلات المفقودين.
وإلى جانب ذلك، يسلط المركز الضوء على معاناة المفقودين وعائلاتهم، من خلال حملات إعلامية وتوثيق مرئي، ونشر التقارير السنوية حول أعداد الضحايا المفقودين والجرائم المرتكبة بحقهم.
تجميع المعلومات
وعن كيفية التوصل إلى المعلومات حول المفقودين والمختفين قسرًا، ذكر المجدلاوي، أنه “من خلال رابط أطلقناه يمكن المواطنين من خلاله تسجيل ذويهم من المفقودين”.
وأضاف: “نقوم بعد ذلك بفلترة البيانات المدخلة لدينا واعتماد الطلبات المكتملة بعد التواصل مع ذويهم والتأكد من صحة البيانات”.
المصدر: القاهرة الإخبارية