قال خبير المياه المصري عباس شراقي، إن صورا التقطتها أقمار صناعية “كشفت عن سر” في سد النهضة رغم إعلان الحكومة الإثيوبية الملء الثاني للسد.
وقال خبير المياه المصري عبر صفحته على “فيسبوك” إنه “بمقارنة صورة بحيرة سد النهضة حاليا من الأقمار الصناعية بصورة نموذجية للبحيرة عند منسوب 573 مترا فوق سطح البحر باستخدام بيانات نموذج الارتفاع الرقمي (Digital Elevation Model, DEM) نجد أنهما متطابقتان، مما يؤكد أن التخزين الثانى 3 مليار متر مكعب عند منسوب 573 متر باجمالي 8 مليار متر مكعب”.
وتابع: “لذلك لم يذكر أي مسؤول إثيوبي حتى الآن حجم التخزين الحقيقي لهذا العام حتى لا يكون صدمة للإثيوبيين الذين يعتقدون أن التخزين 13.5 مليار متر مكعب هذا العام”.
وأوضح: “طبيعي أن يكون تأثير هذا التخزين المحدود ضعيف على مصر والسودان وليس معنى ذلك أن أي تخزين لن يتسبب في ضرر لهما كما يدعي وزير المياه الإثيوبي، بل يعتمد الضرر على حجم التخزين في سد النهضة، وحالة الأمطار، وكمية المخزون في السدود السودانية والسد العالي”.
وقال: “أول صورة للتخزين الثاني غير المكتمل ويظهر فيه وصول البحيرة عند منسوب 573 مترا وهو ما يعادل إجمالي 8 مليار متر مكعب، وتظهر الزيادة المحدودة لبحيرة السد نتيجة حجز 3 مليار متر مكعب فقط منذ أن بدأ التخزين خلال الفترة 4 – 19 يوليو 2021، ويظهر تدفق الفيضان أعلى الممر الأوسط، مما اضطر إثيوبيا إلى سحب جميع المعدات وإعلان انتهاء التخزين لهذا العام”.
وتابع: “لن يبدأ أي عمل خرساني على الممر الأوسط قبل فبراير 2022، كما أن أول توربينين على مستوى منخفض غير جاهزين للعمل رغم إمكانية عملهما بكمية مياه أكثر من 4 مليار متر مكعب، وتأمل إثيوبيا الانتهاء من تركيبهما وتوليد حوالى 750 ميغاوات فى أكتوبر القادم حينئذ تكتمل المرحلة الأولى التي كان مقررا لها نهاية 2014 والتي كان نصيبها الفشل طوال السنوات السبع الأخيرة حتى الآن”.
وفي تعليق سابق أكد الدكتور هانئ رسلان، مستشار مركز الأهرام لشؤون السودان وحوض النيل، أن إعلان أديس أبابا اكتمال الملء الثانى والاحتفال بذلك ليس إلا محاولة لتوظيف هذه المسألة لتوجيه رسائل إلى الداخل الإثيوبي؛ للتغطية على الوضع الكارثي الذي تعانيه الشعوب والقوميات الإثيوبية ما بين الحروب والمذابح والهزائم.
واعتبر الدكتور هانئ رسلان أن كل ما تفعله إثيوبيا هو بروباجندا إعلامية زائفة لخدمة أبي أحمد وحكومته في الداخل.
وقال رسلان«إن إثيوبيا فشلت بشكل ذريع في استكمال الملء الثاني، حيث لم يذكر وزير الري الإثيوبي الكمية التي تم تخزينها، والتي هي بإجمالي 7 مليارات متر مكعب تقريبا للملء الأول والثاني معاً، في حين أن المخطط له كان 18.5 مليار، وذلك بسبب الفشل في استكمال أعمال التعلية في الممر الأوسط».
وأضاف: «الشاهد أن وزير الري الإثيوبي لم يستطع أن يعلن للداخل بالتحديد الكمية التي اشتمل عليها الملء الثانى، في تضليل متعمد».
وتابع الدكتور هانئ رسلان: «من الواضح أن الطرف الإثيوبى أصبح في حالة فقدان كامل للمصداقية حيث إن وزير الرى الإثيوبى ذكر في رسالة رسمية موجهة إلى مصر والسودان أن الملء الثاني سيكون بحجم 13.5 مليار متر مكعب، وأن الإجمالي سيصل خلف السد إلى 18.5 مليار متر مكعب، في حين أنه كان يعرف أنه من المستحيل تحقيق ذلك، وقد كذب عامدا متعمدا».
وأوضح رسلان أن الأمر نفسه ينطبق على توليد الطاقة، فقد كان من المفترض أن يعمل التوربينان أسفل السد منذ أن تم الملء الأول، والذي كان مستهدفاً أن يصل إلى 4.9 مليار متر مكعب، إلا أن الملء لم يصل إلى هذا الحجم، لأن إثيوبيا فشلت أيضا في إتمام التعلية المطلوبة، إذ كان من المفترض أن يصل ارتفاع السد إلى 565 متراً فوق سطح البحر، بينما وصل فقط إلى 560، وبالتالي لم يعمل التروبينان أسفل السد.
وقال رسلان: «في الوقت الحالى وبعد الإضافة المحدودة للملء الثانى فإن التوربينين أسفل السد لن يعملا أيضا، حيث أعلن وزير الرى الاثيوبى أنهما غير جاهزين للعمل وأنه سيجرى تجهيزهما في الشهور القادمة».