معاناة النازحين من الفاشر بإقليم دارفور تتفاقم ومقتل متطوعين بالعمل الإنساني

موقع مصرنا الإخباري:

تتفاقم معاناة النازحين الفارين من المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، بسبب نقص الطعام والمياه والدواء في المناطق التي نزحوا إليها.

وتستقبل مدينة محلية الطويلة -التي تخضع لسيطرة حركة تحرير السودان– آلاف النازحين من عاصمة ولاية شمال دارفور يوميا باعتبارها “المنفذ الوحيد للفارين من ويلات العنف”.

وبلغ عدد النازحين في 11 يونيو/حزيران الجاري نحو 40 ألف شخص، وهو ما يعادل أكثر من 7 آلاف أسرة، وفق إحصائية حديثة للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين.

ونشر الناطق باسم المنسقية مقاطع فيديو ترصد معاناة الفارين من المدينة خلال رحلة نزوحهم المحفوفة بالمخاطر، فضلا عن الظروف الإنسانية القاسية.

وقالت سيدة سودانية في مقطع فيديو “ما ذنب الأطفال والنساء مما يحدث؟”، مضيفة “لقد عانينا بما فيه الكفاية”.

ظروف إنسانية صعبة
بدورهم، سلط مسؤولون محليون الضوء على الأوضاع الصحية لآلاف النازحين في دارفور، مناشدين السلطات والمنظمات الدولية الضغط لإدخال الدواء والمعدات الطبية إلى حيث يوجد آلاف السودانيين في محلية طويلة.

ويعيش الفارون من الفاشر إلى مناطق الطويلة ظروفا إنسانية صعبة وقاسية، ويحتاجون إلى أبسط مستلزمات الحياة اليومية من الغذاء والدواء والمياه ومواد الإيواء.

ووثق وفد من المنسقية في ولاية شمال دارفور خلال زيارته للمحلية الاثنين الماضي حالات سوء تغذية لعدد من الأطفال.

وقال مقرر الشؤون الإنسانية في السلطة المدنية بدائرة طويلة يوسف آدم إن أكثر من 40 ألف سوداني وصلوا بالعربات إلى مناطق الطويلة بفعل الاشتباكات الدائرة في الفاشر.

وأفاد المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان محمد عبد الرحمن الناير بأنهم وفروا الأمن والطمأنينة للنازحين إلى مناطق سيطرتها، مضيفا عبر حسابه في منصة إكس “لكننا لا نستطيع أن نوفر لهم الطعام والعلاج لأن هذه الأعداد المهولة فوق طاقتنا”.

وبلغ مجموع عدد النازحين في المناطق التي يسيطر عليها جيش تحرير السودان منذ وقبل بداية الحرب الدائرة في السودان أكثر من 2.5 مليون نازح.

العمل الإنساني
كما ألقت المعارك في عاصمة ولاية شمال دارفور بظلالها على المطبخ الخيري الذي يقدم وجبات إطعام لمئات النازحين.

وكان ناشطون ومتطوعون دشنوا مبادرة “مطبخ الخير من أهل الخير” بجهود شعبية لإطعام الأسر والنازحين في منطقة حي تمباسي بالمدينة.

وقالت “منظمة ضحايا دارفور” إن عاصمة شمال دارفور شهدت أول أمس الثلاثاء هجوما “هو الأعنف من نوعه منذ بداية الصراع” من خلال الهجوم على الفاشر من المحاور الشرقية والجنوبية والغربية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها للمتطوعين الذين لقوا مصرعهم إثر قصف قوات الدعم السريع وفق تعبيرهم، وسط استنكار واسع لاستهداف المنظمات المحلية والاجتماعية.

ووثق رواد مواقع التواصل الاجتماعي آخر نشاط لعمل المطبخ في 10 يونيو/حزيران الجاري وفق مقاطع فيديو بثها متطوعون في المطبخ الاجتماعي.

وأصر القائمون على المطبخ باستمرار على تقديم الطعام للنازحين رغم الاقتتال العنيف والمخاطر والأوضاع الميدانية الصعبة التي تشهدها مدينة الفاشر، وسلطوا الضوء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على المخاطر التي تواجههم إزاء استمرارهم في تقديم العمل الإنساني وخدمة النازحين.

قتل الأطفال
وفي سياق متصل، استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أول أمس الثلاثاء مقتل 6 أطفال على الأقل وإصابة آخرين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان منذ 7 يونيو/حزيران الجاري.

وأشارت المنظمة إلى أن الآلاف من الأطفال -بمن فيهم من يعيشون في مخيمات نزوح كبيرة- أصبحوا محاصرين، وسط قتال متزايد وغير قادرين على الوصول إلى بر الأمان.

وحثت اليونيسيف جميع أطراف الصراع على تهدئة الوضع على الفور، والسماح بالحركة الآمنة والطوعية للمدنيين وضمان حمايتهم، بمن في ذلك الأطفال والنساء والأعيان المدنية.

ورغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور فإن الفاشر تشهد منذ 10 مايو/أيار الماضي قتالا بين الجيش وقوات الدعم السريع.

والفاشر هي مركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات وأكبر مدنه والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

جرائم دارفور
وفي وقت سابق، أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان حملة تدعو إلى تقديم أي معلومات تؤكد التقارير الواردة عن ارتكاب جرائم في إقليم دارفور ومدينة الفاشر غرب السودان.

وأعلن خان أن المحكمة تقود تحقيقا متعلقا بهذه القضية بناء على تقييم أرسله إلى مكتبه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أعرب فيه عن مخاوف من أن المدنيين في الفاشر يُقتلون بسبب لون بشرتهم وانتمائهم.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى