مطالب أهالي قرية شبشير المختصة “بتربية النحل”…. هل من أذن صاغية…؟

موقع مصرنا الإخباري:

«فيه شفاء للناس».. تعتبر قرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية والتي يطلق عليها قلعة «تربية النحل ومشتقاته» من أشهر القرى في العالم في هذا المجال، لكن تعاني هذه القرية حاليًا من التجاهل التام لهذه المهنة التى توارثتها الأبناء عن الأباء والأجداد، وكانت تدر دخلًا كبيرًا وعملة صعبة تساهم فى الإرتقاء بالإقتصاد القومي، بما تجلبه من مبالغ طائلة من تصدير النحل ومشتقاته.

«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى قلعة العسل بالغربية، للوقوف على طبيعة المشكلة.

في البداية، قال علاء عمر، نحال، إن هذه المهنة كانت بدايتها الخلايا الطينية التى كان يربي فيها النحل إلا أن المربين وأصحاب محطات إنتاج وتربية النحل قاموا بتطويرها وذلك بتصنيع الخلية الخشب بدلًا من الطين.

وأوضح «عمر» أن هذه المهنة توارثها أبناء القرية أبا عن جد، مردفًا: «لكن للأسف لا يوجد سوق في مصر لتسويق عسل النحل ومشتقاته، مثل الدول الآخرى حتى العلاج الخاص بأمراض النحل يقوم النحال بإبتكاره ويطلبه من الشركات المصدرة للنحل والتي تقوم بإستيراده من الدول الخارجية ولم يساند أبناء القرية أحد في تطوير هذه المهنة لذلك اعتمدوا على الجهود الذاتية بداية من صناعة الخلية والتربية ووصولا لإنتاج العسل وتصديره».

وأضاف: «لدينا 3 شركات بالقرية تقوم بتصدير عسل النحل ومشتقاته من غذاء ملكات وغيرها حيث أن مصر من الدول التى تعد الأقل استهلاكا للعسل، ولذا ينخفض مستوى بيعه بدرجة كبيرة برغم العناء الذى يجده النحال فى تربية النحل ومتابعته لحين إنتاج العسل»، مطالبا الدولة بأن يكونوا تابعين لوزارة معينة تحميهم وتحفظ لهم حقوقهم وتقيم سوق لتسويق العسل ومشتقاته، إضافة إلى تعيين متخصصين في علاج النحل وحل مشاكل المربين علي غرار الوحدات البيطرية التي تشرف علي المربين للعجول وغيرها من المهن الأخرى، مؤكدا أن القرية تعد الأولى فى تربية النحل وإنتاج العسل على مستوى الجمهورية.

أما أيمن عتمان، مدير شركة لإنتاج عسل النحل وتصديره، فقال: إن الشركة تأخذ منتجات النحل من عسل وحبوب لقاح وغذاء ملكات وغيرهم من النحال أو مربي النحل فى شكل طرود وتقوم بتصديرها للدول العربية، والأوروبية بدون رعاية وإشراف من الدولة، وهو ما يعرضنا لبعض الخسائر في بعض فترات العام.

وذكر أنه كشركة مصدرة يواجه العديد من المشاكل، أهمها رفض المطار فى حالات كثيرة استقبال النحل المصدر داخل ساحات مكيفة فى انتظار الطائرة وهو ما يتسبب فى خسائر فادحة، مضيفًا: وإذا لم يوضع فى درجة حرارة من 10 إلى 15 درجة مئوية تموت كل هذه الكمية فورا وتقع الخسارة على صاحب الشركة.

وأوضح قائلًا: «بعض المشاكل التي تواجهنا أيضا صعوبة إستيراد سلالات جديدة من النحل من الخارج لتحسين السلالة المصرية وتطوير المهنة، بالإضافة لغلاء الأسعاء حيث أن ملكة النحل الواحدة تصل لمبلغ 1000 دولار».

واستطرد: «ذهبت لمركز بحوث النحل بالدقي للحصول على دورة تدريبية فى تلقيح الملكات صناعيًا لأقوم بتحسين السلالات المتواجدة عندى بدلا من إستيراد الملكات نفسها من الخارج بأسعار باهظه إلا أننى فوجئت أننى لم أجد بالمركز من يعطيني الدورة أو يعلم عنها شيئا»، متسائلا: «لو حبيت أعرف جديد وأطور مهنتي أروح فين وأكلم مين؟».

وعن مراحل تربية النحل، قال أحد النحالين: إن منطقة موقع المنحل لابد أن تكون غنية بالمراعي، وأن يكون المنحل بعيدًا عن شبكات المحمول والطرق وكل ما يؤثرعلى الجهاز العصبى عند النحل والذي يجعلها تخرج من مكانها وتعود إليه مرة ثانية بنفس السرعة والزاوية.

وأشار إلى أن النحال يقوم بشراء طرد النحل من الشركة ليضعها فى الخلايا الخشبية والتى يتكاثر فيها النحل حتى يأتي موسم قطفة العسل والذى يتوافق مع مواسم الموالح والبرسيم والقطن وكذلك محاصيل حبة البركة والكافور والينسون وتأخذ هذه العملية حوالى 5 شهور.

وأوضح علاء الراعي، أحد المنتجين القدامى، أن منتجات النحل لا تتوقف فقط على العسل بل هناك أيضًا حبوب اللقاح وغذاء الملكات والبروبلس لكن حبوب اللقاح تعد من المنتجات الأساسية التى تحتوي على مواد بروتينية يعيش عليها النحل ويتم جمعها بمصايد خاصة وتجفيفها وتعبئتها وتسويقها وهى تمد الإنسان بقدر كبير من الفيتامينات والحديد والأملاح المعدنية، كما تعد علاجًا أساسيًا لمرضى الكبد ومقوى عام.

وذكر: «غذاء الملكات عبارة عن مادة كريمية ينتجها النحل من غدد مخصصة، حيث يغذى يرقات النحل حتى تكتمل دورة الإنتاج ويستخدمها الرياضيون كمقوى عام، وكذلك لها أهمية كبيرة بالنسبة لتقوية ذاكرة الأطفال».

وتابع: «أما البروبلس فهو يعتبر مضاد حيوى طبيعي يعالج جميع أمراض المعدة والجروح والحساسية بأنواعها، فإنه إلى جانب تصدير هذه الأنواع يأتى فى الصدارة تصدير طرود النحل “المرزوم” فالدول الخارجية تهتم بشكل كبير بهذا المجال ويعتبر النحل المصري ومشتقاته من أفضل الأنواع على مستوى العالم».

وقال أيضًا إن مراكز البحث العلمي بمصر لا تهتم بدراسة الأمراض التى تصيب النحل واكتشاف العلاج المناسب لها، وهو مايجعل الحمل كبير جدًا على النحال وأصحاب الشركات التى تعانى معاناة كبيرة فى الحصول على الأدوية المناسبة لأمراض النحل.

واختتم حديثه قائلًأ: «هذا قليل من كثير عن تلك الصناعة العظيمة التي لم تقتصر فقط على أنها مهنة لتربية النحل وإنتاج العسل، بل أنها اذا تم إعطائها القليل من الاهتمام سوف تعد أحد الأعمدة الأساسية فى الاقتصاد المصري».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى