موقع مصرنا الإخباري:
زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى العاصمة الليبية طرابلس تأتى فى توقيت هام للغاية خاصة بعد تسلم السلطة التنفيذية الجديدة لمهامها في البلاد التى تحتاج إلى دعم عربى قوى لإنجاز المهام الموكلة إليها بتنفيذ خارطة الطريق التي أقرها المجتمعون في ملتقى الحوار السياسى الليبى في جنيف.
التحرك المصرى إلى طرابلس بوفد رفيع المستوى يؤكد وجود رغبة مصرية لعدم ترك الساحة الليبية بدون عربى فاعل على الأرض يدعم الأشقاء فى المرحلة الانتقالية التى تعيشها البلاد لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 ديسمبر المقبل.
ويشكل ملف مكافحة الإرهاب وعصابات الهجرة غير الشرعية وتوحيد المؤسسات خاصة الأمنية والعسكرية أبرز التحديات التى تواجه السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا والتى تحتاج لدعم عربى كبير لإنجاز هذه الملفات التى تشكل تهديدا لأمن واستقرار ليبيا وكذلك دول الجوار الليبى.
اقرأ ايضاً: لله والتاريخ.. شهادتي على اقتحام كرداسة
تحتاج مصر لإعادة التمثيل الدبلوماسي بشكل عاجل بإعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس وتعيين سفير جديد بالتزامن مع فتح قنصلية مصرية بمدينة بنغازى وهو ما تحتاجه القاهرة دون تأخير خلال الفترة المقبلة كى لا تترك ليبيا وحدها فى معركة الدفاع عن الهوية والسيادة الليبية.
ويتطلع أبناء الشعب الليبى إلى دور مصري أكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة لثقتهم في القيادة المصرية التي لا توجد لديها أي أطماع في ثروات ليبيا وتطمح فقط لإرساء الأمن والاستقرار في الجارة الشقيقة ودعم مؤسسات الدولة لبسط سيادتها الكاملة على البلاد وتأمين الحدود المشتركة.
التطورات الأخيرة والمتسارعة في تشاد عقب إعلان الجيش عن مقتل الرئيس إدريس ديبى ستنعكس على المشهد الليبى لإنخراط مقاتلين من المعارضة التشادية الذين استباحوا الجنوب الليبى خلال السنوات الماضية فى العمليات العسكرية الراهنة ضد الجيش التشادى، وهو ما يتطلب تنسيق أمنى وعسكرى واستخباراتى بشكل مستمر خلال الفترة المقبلة.
الدور العربى في ليبيا مهم للغاية وهو ما يتطلب تحركا بواسطة جامعة الدول العربية عبر تعيين مبعوث جديد لها إلى ليبيا خلفا للسيد صلاح الدين الجمالى الذى وافته المنية في شهر سبتمبر 2019 وعدم ترك الأمور للأمم المتحدة وحدها في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين في ظل التطورات الجديدة بدولة تشاد والتي ستنعكس بشكل سلبى على أمن واستقرار مدن الجنوب الليبى.
مضمون الرسالة التي يحملها الدكتور مصطفى مدبولي إلى الأشقاء في ليبيا تؤكد مدى حرص القيادة المصرية على أمن واستقرار الجارة الشقيقة التي تحتاج للدول الشقيقة والصديقة لاجتياز محنتها وتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل وتجديد شرعية المؤسسات فى البلاد.
بقلم
أحمد جمعة