رغم محاولات التودد التي تعبر عنها تصريحات المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان للتقارب مع مصر، مازالت جماعة الأخوان تقف عقبة في طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، فيما عاودت فضائيات الجماعة بإسطنبول الانتقاد مجدداً للسلطات المصرية.
وأمس الثلاثاء أعرب الرئیس الترکي رجب طیب أردوغان ، عن أمله في زيادة التعاون مع مصر ودول الخليج إلى أقصى مدى، مؤكدا في مقابلة تلفزيونية أن لدى بلاده فرص تعاون جاد مع مصر في منطقة واسعة من شرق البحر المتوسط إلى ليبيا.
إلا أن مستشار أردوغان ياسين أقطاي يواصل إطلاق تصريحات ضد القاهرة، حيث وصف خلال حديث مع فضائية” فرانس 24″ أمس، ما شهدته مصر عام 2013، بالانقلاب المرفوض من قبل بلاده.
كما أكد أن أنقرة لن تتنازل عما وصفه بموقفها الأخلاقي، بشأن ما حدث عام 2013، مؤكدا أنها نقطة خلاف بين البلدين.
فضائيات الإخوان أيضا
وتناغما مع تصريحات أقطاي، عاودت الفضائيات الإخوانية في إسطنبول انتقاداتها للقاهرة، إذ انتقد المذيع الإخواني محمد ناصر، في برنامجه اليومي على فضائية “مكملين ” السياسات المصرية، وذلك بعد هدنة مؤقتة التزم فيها بتعليمات السلطات الترکیة تخفیف حدة الانتقاد لمصر.
فيما نفى القيادي الإخواني باسم خفاجي المالك القديم وممول فضائية “الشرق” حيله إلى سنغافورة بتوجيهات من السلطات التركية، أو وجود محاولات وضغوط تركية لإجباره على الرحيل.
الحصول على الجنسية
في الإطار كشفت مصادر أن قيادات جماعة الإخوان طلبوا من السلطات التركية الحصول على الجنسية على غرار ما حدث مع الداعية الديني الإخواني صفاء الضوي أحمد العدوي الذي يقيم في تركيا حاليا.
وكانت مصر أعلنت مؤخرا إسقاط الجنسية عنه، وعن أبنائه صهيب ومريم ورقية وزينب وعمر، بقرار من مجلس الوزراء.
ظروف معيشية صعبة
إلى ذلك كشفت المعلومات أن قيادات الإخوان يطلقون حاليا حملات لجمع تبرعات لعناصر الجماعة في تركيا ودعمهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها، حيث تم تقديم طلبات لجمعيات إغاثية في إسطنبول للتبرع لعناصر الجماعة غير القادرين ومساعدتهم في توفير المأوى والطعام لأسرهم.
يذكر أن تركيا كانت أعلنت في مارس الماضي استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، كما وجهت وسائل الإعلام الإخوانية العاملة على أراضيها بتخفيف النبرة تجاه القاهرة.
وفي 5 و6 مايو الماضي توجه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال، إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات “استكشافية” مع مسؤولين مصريين بقيادة نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا لبحث التقارب وتطبيع العلاقات.