موقع مصرنا الإخباري:
لحسن حظ الدول العربية التي تعانى من أزمات داخلية أن الدولة المصرية وهى الشقيقة الكبرى تعيش حالة فريدة من النهضة والتنمية عقب ثورة 30 يونيو بعد تعاهد الشعب المصري مع مؤسساته الوطنية على بناء الدولة والشروع في تأسيس دولة حديثة قادرة على التطور والبقاء.
عاشت المنطقة العربية فترة عصيبة في تاريخها جراء الصراعات المسلحة التي عصفت بعدد من الدول العربية إبان أحداث 2011 ما أدى لتدمير البنية التحتية لعدد من الدول في ظل تعاظم حالة الاستقطاب الإقليمي التي تسببت في تعميق المشكلات والأزمات داخل بعض الدول نتيجة حالة التنافس والصراع الإقليمي على النفوذ بين بعض الدول.
استعادت مصر قوتها من خلال وضع سياسة خارجية متزنة أشرفت على تنفيذها القيادة السياسية خلال السنوات الماضية واعتمدت مبادئ وثوابت كان لها دور في عودة مصر للعب دور محوري في دول القارة الافريقية ودول المشرق والمغرب العربي، وقد اعتمدت السياسة الخارجية المصرية مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول ودعم مؤسساتها الوطنية، وهو ما الرؤية التي لاقت ترحاب كبير من الدول الشقيقة والصديقة.
لجأت القاهرة إلى سلاح التنمية لمواجهة الفكر المتطرف والمتشدد الذى عصف بالمنطقة العربية وحرصت الدولة المصرية على تفعيل هذا السلاح فبينما عملت المؤسسات العسكرية والأمنية على مجابهة الإرهاب بالتوازي مع عمل المؤسسات الدينية في مجابهة الفكر بالفكر كان هناك محور آخر يعد الأهم والأنجح وهو سلاح التنمية لمجابهة التطرف والتشدد.
عملت مصر على تعزيز العمل العربي المشترك بتشكيل آلية للتعاون الثلاثي مع الأردن والعراق وهي الآلية التي لاقت إشادة ودعم من عدة دول، وذلك لاعتماد هذه الآلية عدد من المرتكزات التي لو تحققت سيكون لها مردود إيجابى على القاهرة وعمان وبغداد، وبعيدا عن محاولات توصيف هذا التحالف هل هو اقتصادي أم سياسي أم اقتصادي – سياسي، مهما كان التوصيف لهذه الآلية إلا أنها تبقى النموذج الأنجح خلال العقدين الماضيين.
وشجع هذا التحالف الدول التي تعانى من مشكلات في بنيتها التحتية ومنها لبنان في تعظيم مبدأ التعاون العربي المشترك من خلال المطالبة بتوريد الغاز المصري عبر مشروع خط الغاز العربي الذي تم تدشينه على مراحل منذ 2003 وتم تشغيله وتصدير الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن في ديسمبر 2009 حتى توقف عام 2011 بسبب أحداث الربيع العربي.
أسس السياسة الخارجية المصرية ساهمت بشكل كبير في منع انهيار بعض الدول والدفع نحو حل الأزمات سياسيا بعيدا عن الصراعات العسكرية والمسلحة في المنطقة، فضلا عن حالة التضامن والدعم المصري للدول العربية سواء في المشرق أو المغربي العربي ودول مجلس التعاون الخليجي مما ساهم في إحياء حالة التعاون والعمل العربي المشترك بين الدول العربية خلال السنوات الأخيرة.
معركة البناء أحد أبرز التحديات التي تواجه بعض الدول العربية وهو ما يعزز الدور المصري الرائد في المشاركة بمشاريع إعادة الاعمار والبناء نظرا للخبرات الطويلة لمصر في هذا المجال، وذلك في ظل النهضة الحديثة التي تشهدها الدولة المصرية في كافة القطاعات والتي باتت نموذج يحتذى به في المنطقة العربية بشكل كامل، فضلا عن رغبة مصر الجامحة في حشد الشعوب العربية لمعركة أخرى وهي معركة البناء والتنمية بعيدا عن الحروب والدمار، وتحتاج هذه الرؤية لأصوات وطنية عربية ورغبة حقيقية في إنهاء حالة الصراع المسلح واللجوء للغة الحوار للإسراع في معركة البناء والتنمية التي تسببت في تأخر عدد من الدول في اللحاق بركب التطور الذي تشهده دول العالم.
بقلم
أحمد جمعة