حققت الفيوم المعجزة بفضل القيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، التى وفرت الإرادة وجميع عناصر النجاح ليس فقط التمويل بل معرفة كل مشكلات المحافظة ووضع حلول نهائية لتلك المشكلات وليس مسكنات، مما شهدته محافظة الفيوم من مشروعات فى كل القطاعات تتجاوز تكلفتها عشرات المليارات يمثل إعجازًا حقيقًا غير مسبوق فى تاريخ المحافظة.
فقد ظلت بحيرة قارون أحد أشهر معالم الفيوم التاريخية وأقدم بحيرات العالم تشكو من التلوث وتراجع الثروة السمكية بها، ولكن الرئيس السيسي، وجه جميع أجهزة الدولة لتطوير تلك البحيرة، وكانت هديته لأهالى الفيوم قبل نهاية عام 2020 غير مسبوقة بعد بدء تنفيذ مشروع الصرف الصحى وإعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.
كما بدأت محافظة الفيوم، فى اتخاذ أولى الخطوات نحو تنفيذ واحد من المشروعات العملاقة فى تاريخ المحافظة وهو توفير خدمات الصرف الصحى لعدد 88 قرية على ضفاف بحيرة قارون، لإنقاذ مايقرب من مليون مواطن بتلك القرى بعد بناء مئات من محطات الصرف الصحي، فى الوقت الذى سيعيد المشروع الحياة لبحيرة قارون ومنع تحويل مياه الصرف الصحى إليها والقضاء على الملوثات بالبحيرة.
وينفذ هذا المشروع ضمن قرض الاتحاد الأوروبى بقيمة 9.5 مليار جنيه، فى إطار تفعيل توجيهات الرئيس لتطهير البحيرات على مستوى الجمهورية ومنها بحيرة قارون، وقد تم اختيار الأراضى المخصصة لإقامة المحطات، وتكليف المكاتب الاستشارية لإعداد الدراسات الفنية للمشروع.
ويتضمن المشروع إنشاء 8 محطات معالجة جديدة، وتوسيع نطاق 10 محطات معالجة قائمة، وإعادة تأهيل 9 محطات معالجة، وإنشاء 114 محطة رفع جديدة.
وفى وسط صحراء مركز يوسف الصديق بالفيوم، تنطلق أحد شرايين التنمية التى تضخ الحياة والأمل للاقتصاد المصرى -الذى يشهد تقدمًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة- ومجمع «الوطنية» للإنتاج الحيوانى تحول تنموى واقتصادى غير مسبوق، حيث يعد من المشروعات القومية الكبرى والذى يهدف للاكتفاء الذاتى من الإنتاج الحيوانى والبروتين، ويستهدف تقليل الفجوة الغذائية فى البروتين الحيوانى وتوفيره بالكميات والجودة، لتكون الأسعار مناسبة وفى متناول المواطن.
ويقع المجمع الذى أقامه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى مركز «يوسف الصديق»، على مساحة 54 ألف متر مربع افتتح مجمع الإنتاج الحيواني، بطاقة إنتاجية يومية بلغت 320 رأس ماشية، ويضم مجزرا لإنتاج اللحوم المعلبة، ويضم مصانع لمختلف منتجات الألبان، والمركز العلمى البيطرى للأبحاث والتدريب، على مساحة 13 ألف متر مربع، ويضم 10 معامل تخصصية مدعمة بأحدث التكنولوجيا المتطورة فى مختلف المجالات العلمية، بينها أبحاث المناعة والبيولوجيا الجزئية، والغذاء، والمياه.
كما يضم مزرعة بحثية لإجراء الأبحاث اللازمة على المحاصيل العلفية وتنميتها من أجل الثروة الغذائية من الأعلاف. ويوفر المشروع العديد من فرص العمل المناسبة لمختلف التخصصات ومستويات التأهيل العلمي، تصل لأكثر من 4200 فرصة عمل مباشرة جديدة للشباب من مختلف التخصصات.
وأكدت الدكتورة نفيسة أحمد الهواري، أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة الفيوم، أن المشروع يعد من أهم المشروعات القومية فى مجال الإنتاج الحيوانى والزراعة، حيث إن المجمع يضم تسمين ماشية وألبانا وأعلافا وتصنيع منتجات حيوانية يعنى قيمة مضافة، وهذا ماتحتاجه البلاد، إقامة المشروعات التى تعطى قيمة مضافة للإنتاج الزراعي، حيث سيسهم فى توفير فرص عمل.
كما عرفت قرى الفيوم طريقها للسعادة والفرحة، بعد أن أصبحت تشع أملا نحو حياة أفضل سيعيشها ما يقرب من 30% من سكان محافظة الفيوم والتى يتعدى تعدادها السكانى ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة.
مبادرة «حياة كريمة»، هى الأمل الذى أطلقه الرئيس السيسى، لتحسن حياة ملايين المواطنين فى القرى بعد أن ظلوا سنوات طويلة يعانون الفقر ونقص الخدمات وتدنى أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
وتنطلق المبادرة فى الفيوم ضمن محافظات المرحلة الأولى وتستهدف المبادرة تطوير 53 قرية فى مركزى «يوسف الصديق واطسا»، بتكلفة نحو 9,7 مليار جنيه، بواقع 5,4 مليار جنيه لمركز إطسا و4,3 مليار جنيه لمركز يوسف الصديق، ويمثل المركزين نحو 30% من إجمالى المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان.
وأشار محافظ الفيوم، إلى أنه سيتم استغلال الميزات النسبية لكل قرية من القري، وتنميتها وتسويق منتجاتها، موضحاً أن خطط التطوير لا تقتصر على الأنشطة الزراعية والإنتاج الحيواني، وإنما تشمل التصنيع الزراعى وبناء تكتلات اقتصادية بالقرى المستهدفة، لتحقيق فوائد مباشرة لأهالى هذه القري، الأمر الذى استلزم سماع رأى فئات أخرى مثل المرأة والشباب والأحزاب السياسية، بهدف التنوع فى عرض القضايا والتعرف على الاحتياجات الفعلية، مؤكدا أن المبادرة تسعى لتحقيق أقصى استفادة للمواطن وتضمن له حياة كريمة.
وأكد الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم أن مشروعات الصرف الصحى التى سيتم تنفيذها من خلال القرض الأوروبي، تعد نقلة نوعية على المستوى السكاني، وتسهم فى حل مشكلات الكثير من القرى وكذلك الارتقاء بالبنية التحتية، كما تعمل على إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، مشيرا أنه تم التنسيق بين الجهات كافة لتوفير قطع أراض لإنشاء محطات صرف صحى بالقرى المحرومة.
وأضاف الدكتور محمد عماد،نائب محافظ الفيوم، أنه حول ملف إنقاذ بحيرة قارون، هناك مشروع ضخم يتضمن إنشاء مصنع جديد لاستخلاص الأملاح من البحيرة على مساحة 4 آلاف فدان حيث سيتم تنفيذ المرحلة الأولى بتكلفة 2.4 مليار جنيه، هذا بالإضافة إلى ملف المنطقة الصناعية حيث سيتم تنفيذ إنشاء محطة للصرف الصناعى بتكلفة 200 مليون جنيه، ورفع القدرة الكهربائية للمنطقة، مما يتيح طرح 150 قطعة جديدة للمستثمرين.
ناهيك عن الدقة والجودة مراقبة من أول اختيار السلالة والتربية حتى الذبح والبيع فى المجمعات.
وقال «الأنصاري»، إن مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، هى الأقوى خلال المائة عام الأخيرة، والتى تستهدف تطوير الريف المصرى خلال 3 أعوام، منوها أن المبادرة تقتحم مشكلات مزمنة ومتراكمة منذ سنوات طويلة، لإيجاد حلول جذرية لها فى توقيتات زمنية محددة، وتشمل المبادرة تشمل قرى مركزى اطسا ويوسف الصديق بمحافظة الفيوم.
كما شهدت محافظة الفيوم، طفرة كبيرة فى قطاع الرى بمشروعات ضخمة تحسن من مياه الرى وتحافظ عليها لرى الأراضى الزراعية بزمام المحافظة، كما تتيح المشروعات الجديدة زيادة الأراضى المنزرعة وإدخال زراعات جديدة. ويأتى على رأس تلك المشروعات تبطين 250 كيلو مترا من الترع بجميع أنحاء المحافظة، بتكلفة 133 مليون جنيه لخدمة ما يزيد على 100 ألف فدان خلال عامين، هذا بالإضافة إلى مشروع استخدام الأساليب الحديثة بإنشاء شبكات رى رش بالتنقيط، والتى من شأنها تقلل الهدر من مياه الرى وتوفر نسبة 40% من المياه، وتحسين تغطية مياه الرى للأراضى الزراعية وحمايتها من البوار، كما تتيح التجربة الجديدة زيادة الأراضى المنزرعة وإدخال زراعات جديدة.
كما حققت محافظة الفيوم، نجاحا مبهرا فى قطاع تنمية المشروعات الصغيرة؛ حيث ساهمت مبادرة وزارة التنمية المحلية «مشروعك» فى تمويل عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الفيوم وزادت نسبة التمويل بشكل كبير خلال عام 2020 لتصل إلى أكثر من 140%، فى توفير 1800 مشروع، وفرت 9 آلاف فرصة عمل بتكلفة 140 مليون جنيه، بالإضافة إلى 6800 مشروع فى ذات الفترة ضمن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
المصدر بوابة الاهرام