مشاهد “فيلم الرعب” في المجزرة الإسرائيلية

موقع مصرنا الإخباري:

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 274 فلسطينيا وأصابت نحو 700 آخرين، بينهم نساء وأطفال، خلال عملية تحرير 4 أسرى وسط قطاع غزة، السبت.

وقبل استعادة الأسرى، أمطرت الطائرات الحربية ليلاً بالقنابل على المناطق السكنية في مخيم النصيرات للاجئين، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من المخيم وتحويله إلى أنقاض ومهدت الطريق أمام القوات البرية الإسرائيلية لاجتياحه.

وفي سياق أوسع، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثمانية أشهر من الإبادة الجماعية في غزة، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني (من بينهم 16 ألف طفل) وإصابة أكثر من 80 ألف آخرين لاستعادة أربعة أسرى.

وقال مسعفون وسكان في غزة لوسائل الإعلام يوم الأحد إن الهجوم الجوي والبري خلف عددًا كبيرًا من الجثث المشوهة لرجال ونساء وأطفال حول سوق ومسجد في مخيم النصيرات.

وقال زياد، 45 عاماً، وهو مسعف من سكان النصيرات، والذي ذكر اسمه الأول فقط حفاظاً على أمنه من قوات الاحتلال: “كان الأمر أشبه بفيلم رعب، لكنها كانت مجزرة حقيقية”.
وأضاف أن “الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت طوال الليل النار بشكل عشوائي على منازل الأهالي وعلى الأشخاص الذين حاولوا الفرار من المنطقة”.

وتظهر لقطات مصورة في مستشفيين مجاورين، بالكاد يعملان، أطفالاً فلسطينيين قتلى ومصابين بجروح خطيرة يرقدون على الأسرة وعلى الأرض.
ويعتقد أن مستشفى شهداء الأقصى استقبل أكبر عدد من الضحايا.

وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأحد عدد القتلى بما لا يقل عن 274 شخصًا وإصابة 698 شخصًا على الأقل.

قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، يوم السبت، إن تل أبيب استخدمت الأسرى لإضفاء الشرعية على قتل وجرح وتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة.

المفارقة أن قوات الاحتلال لم تتمكن من استعادة سوى أربعة أسرى من غزة، بعد أكثر من ثمانية أشهر من حرب الإبادة، وبكل ما لديها من قدرات وتفوق عسكري واستخباراتي، وهو ما عجزت وسائل الإعلام الغربية عن التطرق إليه.

وقال سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس لرويترز بعد ذلك إن “استعادة الأسرى الأربعة بعد تسعة أشهر من القتال علامة فشل وليس إنجازا”.

ويقول الخبراء إن العملية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة لا تغير أي شيء على المستوى الاستراتيجي ولكنها تعرض أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الإسرائيليين للسجناء الفلسطينيين للخطر.

ومما يزيد الأمور سوءًا بالنسبة لنتنياهو، هو ضراوة الغارات الجوية الإسرائيلية لاستعادة الأسرى الأربعة، حيث قتلت الغارات أيضًا أسرى إسرائيليين آخرين محتجزين في غزة.
وأضاف أن “العدو نجح بارتكاب مجازر مروعة في إطلاق سراح بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم خلال العملية”.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان عبر قناتها الرسمية على تطبيق “تلغرام”، إن “العدو نجح بارتكاب مجازر مروعة في إطلاق سراح بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم خلال العملية.”

وأضاف أبو عبيدة أن “ما نفذه العدو الصهيوني في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة هو جريمة حرب مركبة وأول المتضررين منها هم أسراهم”.

وشددت حماس على أن “المقاومة لا تزال تحتجز عددًا أكبر من الأسرى ويمكنها زيادته”.

وانضمت وسائل الإعلام الغربية إلى نظيرتها الإسرائيلية في وصف العملية المدعومة أميركياً بأنها إنجاز لنظام الاحتلال، مع التغاضي عن المجازر التي ارتكبها.

وزعمت الرواية الإعلامية الإسرائيلية أن “استعادة الأسرى يتم بالعمل العسكري وليس بالمفاوضات”.

كما تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية أن حماس عرضت إطلاق سراح نفس الأسرى في مارس/آذار، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضت العرض.

والأهم من ذلك أن نظام العمليات لا يجيب على الأسئلة الكبرى للاحتلال: كيف سيستعيد أسراه؟ كيف ستعيد المستوطنين إلى الشمال؟ وكيف ستعيد بناء الردع؟ وكيف ستستعيد سمعتها عالمياً؟ فكيف ستحقق النصر وتستعيد الثقة في جيشها والجمهور الإسرائيلي الذي يعتمد على جيش ومؤسسة أمنية فعالة؟

ولمح العديد من المراقبين إلى الأسرى الإسرائيليين الأربعة، ومدى ارتباطهم بشكل كبير بالتناحر السياسي الإسرائيلي الداخلي، في ظل حالة الانقسام والاستقطاب الشديد، إلى جانب تبادل الاتهامات والمسؤوليات عن الإخفاقات الأمنية الإسرائيلية خلال الأشهر التسعة الماضية.

وحاول بعض المسؤولين الإسرائيليين رسم صورة غير واقعية للتغطية على الإخفاقات العسكرية والأمنية. وحتى لقطات نتنياهو وهو يحتضن الأسرى تم إدانتها لمحاولتها التلاعب بالواقع لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية يوم الجمعة أن 62% من الناخبين غير مستعدين للإدلاء بأصواتهم لحزب يدعم نتنياهو. وفي المقابل أعرب 19% فقط عن تأييدهم لذلك الأحزاب التي تؤيد نتنياهو، في حين أن 19% آخرين من المستطلعين ظلوا مترددين.

وقال يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في قوات الاحتلال الإسرائيلي، إن هناك حاجة إلى “صفقة شاملة” لإعادة الأسرى المتبقين وإنهاء الحرب.

ونقلت عنه وكالة معاريف الإخبارية الإسرائيلية قوله: “إن الصفقة وحدها هي التي يمكنها إعادة الأسرى … مثل هذه الصفقة لا يمكن أن تقف بمفردها، بل يجب أن تكون جزءًا من صفقة شاملة لإنهاء الحرب”. وأضاف: “هذه المرة… الأمر في مصلحة إسرائيل أكثر من مصلحة حماس، لأن هناك تهديدا وجوديا يلوح في الأفق في الشمال”.

لكن هل نتنياهو مهتم بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى الإسرائيليين؟

وفي مقابلة مع مجلة تايم، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن “هناك كل الأسباب” التي تجعل الناس يستنتجون أن نتنياهو يطيل أمد الحرب على غزة من أجل بقائه السياسي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى